- تصنيف المقال : موقفنا
- تاريخ المقال : 2016-01-31
عزلة إسرائيل تزداد يومًا بعد يوم لأوّل مرّةٍ في تاريخهابالتزامن مع أزمات سياسية وديبلوماسية تعيشها علاقات اسرائيل مع عدد من دول العالم ، حيث تتجه حركة مقاطعة إسرائيل عالميا إلى مزيد من التوسع في شتى المجالات ، وتفضي في الوقت نفسه الى ازمات سياسية بين اسرائيل وعدد من دول العالم . فقد تلقت اسرائيل خلال الفترة الماضية عدة صفعات سياسية كان اخرها قرار المجلس الوزاري في الاتحاد الاوروبي الذي صدر عنه بمقاطعة ما تنتجه المستوطنات الاسرائيلية من بضائع بشكل تام، واستثناء الاراضي المحتلة عام " 1967 " من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الاسرائيلي والاوروبي ، ففي كلمة له أمام مؤتمر مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب، قال رئيس حزب (يش عتيد) ووزير المالية الإسرائيلي السابق، النائب يائير لبيد إنّ وضع إسرائيل على الحلبة الدوليّة لم يصل ولو مرّةٍ واحدةٍ إلى الحضيض، كما هو عليه الآن، لافتًا إلى أنّ عزلة إسرائيل تزداد يومًا بعد يوم، وحكومة بنيامين نتنياهو لا تفعل شيئًا لوقف هذه الحملة، التي اعتبرها تهديدًا إستراتيجيًا، على حدّ تعبيره.
حملات المقاطعة.. نجاح عالمي وتعثر فلسطيني
و كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الخميس الماضي (21/1/2016) النقاب عن أنّ أعضاء منظمة المقاطعة العالميّة (BDS) أفشلوا المحاضرة التي كان يُلقيها رئيس جهاز الأمن العّام الأسبق، عامي أيالون، في جامعة في لندن، حيث حطّموا أبواب القاعة، وأقاموا الضجّة، وطالبوا بمحاكمة أيالون بتهم ارتكاب جرائم حرب. وعقبّ رئيس الشاباك الأسبق على ما جرى في الجامعة قائلاً إنّ هؤلاء المتطرفين لن يردعوه عن مواصلة النشاط من أجل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
في سياق مُتصّل، توجه أطباء بريطانيون لإتحاد نقابات الأطباء العالمي بطلب طرد نقابة الأطباء الإسرائيليين من هذا التجمع العالميّ، بحسب ما ذكر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبري. ولفت الموقع إلى أنّ لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للكنيست الإسرائيليّ أجرت نقاشًا حول المقاطعة الأكاديميّة الدوليّة المفروضة على المؤسسات الأكاديميّة والعلميّة الإسرائيليّة تحدث فيه ممثل نقابة الأطباء الإسرائيلي الدكتور زئيف فيلدمان.
وقال فيلدمان: لا يزال سيف المقاطعة مسلطًا على رقبة الأطباء والعلماء الإسرائيليين، نحن في خطرٍ محدقٍ ونشرت الصحف الطبية البريطانية مقالات تمثل إدارات تحريرها تتضمن الكثير من الاهانات للأطباء والطب الإسرائيلي بدعوى أنّهم يقومون بتعذيب المرضى الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
و أزالت شبكة «مركتور» التجاريّة الأكبر في سلوفانيا، والتي تمتلك الحكومة جزءا من أسهمها، كل المنتجات الاسرائيلية عن الرفوف، ومن ضمنها الأفوكادو، والبوملي والتمور، وذلك استجابة لضغوط حركة المقاطعة «BDS». وفي أعقاب ذلك، أشار تقرير نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إلى استدعاء سفيرة سلوفانيا في إسرائيل إلى وزارة الخارجية الإسرائيليّة، لإجراء محادثات بهذا الشأن. وبحسب الصحيفة، فإنّ كبار المسؤولين في الخارجية الإسرائيليّة أوضحوا لسفيرة سلوفانيا أنّ إسرائيل تنظر بخطورة إلى ما حصل.
ويأتي هذا الإجراء، بعد يومين من تبنّي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين الماضي، لصيغة موقف تتعهد بتطبيق متواصل وكامل وفعلي لقانون الاتحاد الأوروبي الموجود على منتجات المستوطنات، بما لا يشكل مقاطعة لإسرائيل، بمعنى مواصلة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيليّة في رفض وإدانة واضحة لمشاريع الاستيطان في أراضي السلطة الفلسطينيّة المحتلّة.
وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، القرار الأوروبيّ، واصفاً إياه بـالمنافق ويُمثل ازدواجية في المعايير، ويُركّز على إسرائيل وليس على 200 نزاع آخر في العالم، بحسب تعبيره.
في المقابل، ادعى نتنياهو بأنّ اقتصاد إسرائيل قوي وسيصمد أمام هذه الخطوة، ومن سيتضرر منها هم سكان الضفة الذين يعملون في المعامل الإسرائيلية. وخلُص إلى القول: أدعو الاتحاد الأوروبيّ إلى الخجل من هذا القرار. وكانت اللجنة التنفيذية لحزب العمال البريطاني قد قررت في اجتماع عقد الأسبوع الماضي مقاطعة شركة G4S البريطانية للخدمات الأمنية، بسبب توفيرها خدمات أمنية في سجون الاحتلال التي تضم فلسطينيين معتقلين إداريين دون محاكمة أو تهم بعينها، ويخضعون للتعذيب، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت).
وكانت هذه الشركة العملاقة التي تنشط في أكثر من 110 دول، قد زودت خدمات الحراسة لمؤتمر الحزب الذي عقد في مدينة برايتون جنوب بريطانيا في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعني القرار أنّ ثاني أكبر حزب في بريطانيا وهو حزب المعارضة الرئيسية، ويُشكّل حكومة الظل، لن يستعين بخدمات هذه الشركة.
بينما تتجه حركة مقاطعة إسرائيل عالميا إلى التوسع في شتى المجالات خاصة الأكاديمية والتجارية فهي تنحصر في قطاع غزة والضفة الغربية أمام البضائع الإسرائيلية التي تكاد تتكدس في المحلات التجارية، نتيجة معايير فرضتها بروتوكولات باريس الاقتصادية، وبينما تسجل الحركة انتصارا جديدا بعد إعلان سلسلة متاجر «ميركتور» في سلوفينيا امتناعها عن بيع الفواكه الإسرائيلية مازالت ثقافة المواطن الفلسطيني في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية محدودة جدا.
«التقصير الرسمي»
على صعيد التنظيمات والسلطة الوطنية، يغيب الدور الرسمي والفصائلي في دعم حملات المقاطعة لأن التنسيق الأمني هو من أبرز أشكال التطبيع و يتعارض مع معاير المقاطعة التي وضعتها اللجنة الوطنية للمقاطعة. ولا توجد سفارة فلسطينية واحدة تعمل كمكتب لدعم حملات المقاطعة على صعيد العالم. أما في غزة لا تدرك حماس التي تسيطر على غزة أهمية المقاطعة حيث تسمح ببيع مشروبات «التبوزينا» التي تنتجها شركة إسرائيلية تدعم الوحدات الإسرائيلية التي ارتكبت مجازر الشجاعية.
انجازات منقوصة
على الرغم من الانجازات التي حققتها حملات المقاطعة عالميا أو محليا في التأثير في الاقتصاد الإسرائيلي ،ولم يكن آخرها سحب استثمارات شركة اورانج الفرنسية تبقى هذه الانجازات منقوصة ما لم تجري في إطار خطة وطنية متكاملة ما بين القوى والفصائل التي تؤمن بهذا المنهج وما بين المؤسسات الشعبية والأهلية من جهة والمؤسسة الرسمية من جهة أخرى.
مدير الموقع