- تصنيف المقال : أخبار و انشطة الجاليات
- تاريخ المقال : 2013-06-16
تعتبر الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية حديثة العهد في مغتربها، ولا يزيد عمرها عن سبعة وخمسين عاماً، وهو عمر النكبة الأولى عام 1948، وكان لحرب 1967 واحتلال اسرائيل الضفة وقطاع غزة، وطرد آلاف الفلسطينيين بشكل مباشر وتحت وطأة الضغط الاقتصادي الاسرائيلي، بالغ الأثر في تزايد مجموع الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية. وتبعاً لذلك ارتفع مجموع الفلسطينيين هناك ليصل إلى (105) آلاف فلسطيني في نهاية عام 1981، حسب معطيات المجموعة الاحصائية الفلسطينية لعام 1982، وبناءً على معطيات معدلات النمو السائدة بينهم، والأخذ بعين الاعتبار، تراجع حجم الهجرة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عقد الثمانينات، فإن مجموع الفلسطينيين وصل إلى (137) ألف فلسطيني في عام 1990، ارتفع بناءً على معدلات النمو الطبيعية التي تصل إلى (3) في المائة إلى (175) ألف في العام الحالي 1998، ثم وصل المجموع الى(236357) فلسطيني في عام 2005 حسب معطيات الجهاز الاحصائي الفلسطيني. أي أن مجموع الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية في العام المذكور لا يتعدى (2.5) في المائة من إجمالي مجموع الفلسطينيين في العالم البالغ (9.5) مليون فلسطيني. ويتركز (21) في المائة من الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، و(15) في المائة في ولاية النيويز، في حين يقطن ولاية نيويورك (13) في المائة منهم، ثم في ولاية مشيغان (10) في المائة، وولاية نيوجرسي تركز (6) في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين في امريكا، وفي ولاية أوهايو (4) في المائة، أما في ولايتي تكساس وميريلاند وكذلك بورتوريكو فقد تركز في كل منها (3) في المائة من إجمالي الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية على التوالي، وفي ولاية بنسلفانيا وميشوست وفلوريدا وفرجينيا فقد تركز فيها (2) في المائة على التوالي، واستحوذت ولايات واشنطن العاصمة على (1) في المائة فقط، وتوزع (13) في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية على باقي الولايات غير المذكورة وبنسب ضئيلة جداً، وإن التوزع الجغرافي النسبي للفلسطينيين على الولايات المتحدة الأمريكية شبه مستقر منذ عدة سنوات، ما يؤكد عدم وجود هجرة فلسطينية داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية مركز استقطاب للملكات العلمية والأدمغة المتعلمة الفلسطينية بوتيرة عالية جداً لا يتناسب ومجموع الجالية حالياً، فمن بين هذا المجموع المقدر بنحو (236357) فلسطيني، هناك ثمة (10) في المائة من حملة الشهادات الجامعية المحترفين والتقنيين، والأطباء، والمهندسين، والمحامين، والمعلمين، وأساتذة الجامعات مثل المرحوم البروفيسور إدوارد سعيد، والمرحوم الدكتور ابراهيم أبو لغد، وكذلك المرحوم الدكتور هشام شرابي وغيرهم، ناهيك عن الصيادلة والفنانين، وقد شكلوا في نفس الوقت (26) في المائة من إجمالي القوة العاملة الفلسطينية في امريكا.
ويذكر أن نسبة حملة الشهادات الجامعية بين الفلسطينيين بشكل عام تتراوح بين (2-3) في المائة، غالبيتهم في المنافي، في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، ومناطق الجذب الاقتصادي في دول الخليج العربي. ومن المؤشرات الأخرى للقوة العاملة الفلسطينية في أمريكا، أن (8) في المائة منها يعمل في مهنة الكتبة، أي ماسكو الدفاتر، والسكرتيرات، وضاربو الآلات الكاتبة، وسعاة البريد وجباه الضرائب وأعمال أخرى تنضوي تحت المهنة المذكورة، في حين تشكل شريحة البائعين المتجولين، والدلالين، وباعة بوليصات التأمين والأعمال الأخرى (6) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك تصل نسبة المصنفين كبرجوازية صغيرة (40) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية، هناك، في حين لا تتعدى نسبة شرائح البورجوازية المتوسطة الريفية (2.5) في المائة، والتجارية (14) في المائة، أي أن نسبة تلك الشرائح تعادل (16.5) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية، وتضم تلك الشرائح كما هو معروف، الفلاحين الملاك، أو المدراء الزراعيين، وكذلك ملاكي المؤسسات التجارية، والعقارات، والمصدرين، وباعة المنتوجات الزراعية أو مدراء الشركات بكاملها، أو أقسام منها، ووكلاء الشركات الأجنبية وموظفي الدولة والإدارة العامة وأعمال أخرى تصنف ضمن الشرائح البرجوازية المتوسطة في مقابل ذلك فإن شريحة العمال، بشقيها من مشغلي الآلات وعمال المصانع شكلت نحو (43.5) في المائة من حجم القوة العاملة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، ويتضح أن (83.5) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية هي من البورجوازية الصغيرة والعمال، ومرد ذلك أن الجزء الأكبر من المهاجرين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة خلال الأعوام التي تلت احتلال اسرائيل للضفة الغربية والقطاع في عام 1967، كانوا من الفئات الكادحة لحظة الهجرة، وقد هاجروا بهدف التخلص من وطأة الضغط الاقتصادي الاسرائيلي والسياسات التعسفية الأخرى، وبهدف الحصول على فرص عمل مفقودة في وطنهم الذي يحتوي قاعدة اقتصادية شبه مشلولة خلال احتلال مديد إضافة إلى التوزيع المهني للقوة العاملة الفلسطينية الذي يعكس إلى حد كبير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للجالية الفلسطينية في أمريكا مقارنة بباقي الجاليات، فإن (37) في المائة من مجموع الجالية الفلسطينية هناك هي حجم القوة المنتجة الحقيقية للفلسطينيين في أمريكا، ومرد ذلك ارتفاع نسبة الأطفال والشيوخ والعاطلين عن العمل والطلاب، وضعف مساهمة المرأة الفلسطينية في النشاط الاقتصادي بسبب العادات والتقاليد التي تحد من دخولها سوق العمل بشكل كبير. إن ضعف النشاط الاقتصادي بين الفلسطينيين في أمريكا، ينعكس على مؤشرات عديدة، فيزيد من عبء الإعالة للعامل، ويقلل من الدخول النقدية والحقيقية للأسر، مما يجعل خيارات اقتصادية واجتماعية وخاصة خيارات الرفاه الذي يتمتع بها المجتمع الأمريكي، بجعلها غير متحققة لعدم وجود الدخول الكافية، وبالتالي عدم القدرة على الادخار والتحويلات إلى الوطن الأم وهو الهدف الأسمى لغالبية المهاجرين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعود أصول (85) في المائة من إجمالي مجموع الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أن (15) في المائة منهم هم من فلسطين المحتلة عام 1948، وخاصة من مدن يافا والناصرة وغيرها. ومرد ذلك أن من بين (460) ألف نازح عام 1967 من الضفة والقطاع استقطبت مناطق الجذب الاقتصادي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية نسبة كبير منهم.
وبالنسبة لحراكهم السياسي والاجتماعي، فقد مرت عملية تنظيم الفلسطينيين لأنفسهم بمرحلتين اساسيتين، وكانت حرب 1967 هي الفاصل الكبير بين المرحلتين، ففي المرحلة الأولى (ما قبل حرب 1967) تميز العمل المنظم بينهم بين تنظيم أهل مدينة، بلدة، قرية، مثلاً، (نادي رام الله)، فضلاً عن المساهمة بأشكال التنظيم القومية الواسعة، وخاصة بين الطلبة الفلسطينيين، وبعد عام 1967، وانطلاقة حركة فتح وغيرها من الفصائل الوطنية الفلسطينية، وظهور مؤسسات اجتماعية ودوائر مختلفة لمنظمة التحرير الفلسطينية، واتحادات جماهيرية، تميزت هذه المرحلة ببروز فروع لتلك الاتحادات بين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية، اتحاد المرأة، واتحاد الطلبة، كما برزت عدة دوريات وصحف فلسطينية تخدم القضية الوطنية الفلسطينية وقد زاد من نشاط الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، الضرر الذي لحق بكافة شرائحها من جراء إقامة اسرائيل في عام 1948، واحتلالها للضفة والقطاع في حزيران 1967. وقد كان للخطاب الفكري والسياسي لبعض الأكاديميين الفلسطينيين في أمريكا بالغ الأثر في رفع درجة الوعي الوطني في أوساط الجالية الفلسطينية هناك من جهة، وزيادة التأثير بين الأوساط الأمريكية من جهة أخرى، وكان لانطلاقة انتفاضة الاقصى في يوم الخميس 28-9-2000 بالغ الاثر في ظهور لجان عربية وفلسطينية واسلامية في امريكا متضامنة مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته وفق تعبيرات متاحة في الولايات المتحدة، كما ظهرت بعد اتفاقات اوسلوا وتأجيل قضية اللاجئين الى مفاوضات الوضع النهائي لجان مهتمة بحق العودة والمخاطبة بضرورة تحقيقه، غير أن ذلك الحراك السياسي لم يرقى إلى التأثير والنفوذ في مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة القضية الفلسطينية، خاصة في الكونغرس بشقيه مجلس الشيوخ، ومجلس النواب، فالجالية الفلسطينية غير قادرة في التأثير على اصحاب القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب عديدة أهمها:
أولاً: مجموع سكان الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتعدى (236) ألف فلسطيني حالياً، وهو بذلك يمثل نسبة صغيرة أقل من (0.07) في المائة من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية الذي يصل إلى (300) مليون نسبة.
ثانياً: (83.5) في المائة من القوة المنتجة الفلسطينية هناك من الطبقات الكادحة، أي أن نسبة الشرائح التي يمكن أن تؤثر في القرار (16.5) في المائة، وهي في طبيعة الحال غير منظمة لأي إطار محدد وحديثة العهد.
ثالثاً: تشتت الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم تنسيق القدرات والتوجهات، ناهيك عن تشتت رأس المال العربي وعدم نفوذه في السوق المالي الأمريكي، وبالتالي المؤسسات صاحبة القرار
في مقابل ذلك يتمتع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذ كبير لدى السلطات التشريعية الأمريكية، وغيرها من مؤسسات صنع القرار والإعلام الأمريكي لخدمة الأهداف الاسرائيلية، ومرد قوة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية كبر مجموع الجالية اليهودية (5.5) مليون يهودي، والتنظيم في الدرجة الأولى، ورأس المال اليهودي المؤثر بدرجة كبيرة في السوق المالي الأمريكي، وتالياً على أصحاب القرار الأمريكيين.
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية مركز استقطاب للملكات العلمية والأدمغة المتعلمة الفلسطينية بوتيرة عالية جداً لا يتناسب ومجموع الجالية حالياً، فمن بين هذا المجموع المقدر بنحو (236357) فلسطيني، هناك ثمة (10) في المائة من حملة الشهادات الجامعية المحترفين والتقنيين، والأطباء، والمهندسين، والمحامين، والمعلمين، وأساتذة الجامعات مثل المرحوم البروفيسور إدوارد سعيد، والمرحوم الدكتور ابراهيم أبو لغد، وكذلك المرحوم الدكتور هشام شرابي وغيرهم، ناهيك عن الصيادلة والفنانين، وقد شكلوا في نفس الوقت (26) في المائة من إجمالي القوة العاملة الفلسطينية في امريكا.
ويذكر أن نسبة حملة الشهادات الجامعية بين الفلسطينيين بشكل عام تتراوح بين (2-3) في المائة، غالبيتهم في المنافي، في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، ومناطق الجذب الاقتصادي في دول الخليج العربي. ومن المؤشرات الأخرى للقوة العاملة الفلسطينية في أمريكا، أن (8) في المائة منها يعمل في مهنة الكتبة، أي ماسكو الدفاتر، والسكرتيرات، وضاربو الآلات الكاتبة، وسعاة البريد وجباه الضرائب وأعمال أخرى تنضوي تحت المهنة المذكورة، في حين تشكل شريحة البائعين المتجولين، والدلالين، وباعة بوليصات التأمين والأعمال الأخرى (6) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك تصل نسبة المصنفين كبرجوازية صغيرة (40) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية، هناك، في حين لا تتعدى نسبة شرائح البورجوازية المتوسطة الريفية (2.5) في المائة، والتجارية (14) في المائة، أي أن نسبة تلك الشرائح تعادل (16.5) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية، وتضم تلك الشرائح كما هو معروف، الفلاحين الملاك، أو المدراء الزراعيين، وكذلك ملاكي المؤسسات التجارية، والعقارات، والمصدرين، وباعة المنتوجات الزراعية أو مدراء الشركات بكاملها، أو أقسام منها، ووكلاء الشركات الأجنبية وموظفي الدولة والإدارة العامة وأعمال أخرى تصنف ضمن الشرائح البرجوازية المتوسطة في مقابل ذلك فإن شريحة العمال، بشقيها من مشغلي الآلات وعمال المصانع شكلت نحو (43.5) في المائة من حجم القوة العاملة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، ويتضح أن (83.5) في المائة من إجمالي قوة العمل الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية هي من البورجوازية الصغيرة والعمال، ومرد ذلك أن الجزء الأكبر من المهاجرين الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة خلال الأعوام التي تلت احتلال اسرائيل للضفة الغربية والقطاع في عام 1967، كانوا من الفئات الكادحة لحظة الهجرة، وقد هاجروا بهدف التخلص من وطأة الضغط الاقتصادي الاسرائيلي والسياسات التعسفية الأخرى، وبهدف الحصول على فرص عمل مفقودة في وطنهم الذي يحتوي قاعدة اقتصادية شبه مشلولة خلال احتلال مديد إضافة إلى التوزيع المهني للقوة العاملة الفلسطينية الذي يعكس إلى حد كبير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للجالية الفلسطينية في أمريكا مقارنة بباقي الجاليات، فإن (37) في المائة من مجموع الجالية الفلسطينية هناك هي حجم القوة المنتجة الحقيقية للفلسطينيين في أمريكا، ومرد ذلك ارتفاع نسبة الأطفال والشيوخ والعاطلين عن العمل والطلاب، وضعف مساهمة المرأة الفلسطينية في النشاط الاقتصادي بسبب العادات والتقاليد التي تحد من دخولها سوق العمل بشكل كبير. إن ضعف النشاط الاقتصادي بين الفلسطينيين في أمريكا، ينعكس على مؤشرات عديدة، فيزيد من عبء الإعالة للعامل، ويقلل من الدخول النقدية والحقيقية للأسر، مما يجعل خيارات اقتصادية واجتماعية وخاصة خيارات الرفاه الذي يتمتع بها المجتمع الأمريكي، بجعلها غير متحققة لعدم وجود الدخول الكافية، وبالتالي عدم القدرة على الادخار والتحويلات إلى الوطن الأم وهو الهدف الأسمى لغالبية المهاجرين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعود أصول (85) في المائة من إجمالي مجموع الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أن (15) في المائة منهم هم من فلسطين المحتلة عام 1948، وخاصة من مدن يافا والناصرة وغيرها. ومرد ذلك أن من بين (460) ألف نازح عام 1967 من الضفة والقطاع استقطبت مناطق الجذب الاقتصادي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية نسبة كبير منهم.
وبالنسبة لحراكهم السياسي والاجتماعي، فقد مرت عملية تنظيم الفلسطينيين لأنفسهم بمرحلتين اساسيتين، وكانت حرب 1967 هي الفاصل الكبير بين المرحلتين، ففي المرحلة الأولى (ما قبل حرب 1967) تميز العمل المنظم بينهم بين تنظيم أهل مدينة، بلدة، قرية، مثلاً، (نادي رام الله)، فضلاً عن المساهمة بأشكال التنظيم القومية الواسعة، وخاصة بين الطلبة الفلسطينيين، وبعد عام 1967، وانطلاقة حركة فتح وغيرها من الفصائل الوطنية الفلسطينية، وظهور مؤسسات اجتماعية ودوائر مختلفة لمنظمة التحرير الفلسطينية، واتحادات جماهيرية، تميزت هذه المرحلة ببروز فروع لتلك الاتحادات بين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية، اتحاد المرأة، واتحاد الطلبة، كما برزت عدة دوريات وصحف فلسطينية تخدم القضية الوطنية الفلسطينية وقد زاد من نشاط الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، الضرر الذي لحق بكافة شرائحها من جراء إقامة اسرائيل في عام 1948، واحتلالها للضفة والقطاع في حزيران 1967. وقد كان للخطاب الفكري والسياسي لبعض الأكاديميين الفلسطينيين في أمريكا بالغ الأثر في رفع درجة الوعي الوطني في أوساط الجالية الفلسطينية هناك من جهة، وزيادة التأثير بين الأوساط الأمريكية من جهة أخرى، وكان لانطلاقة انتفاضة الاقصى في يوم الخميس 28-9-2000 بالغ الاثر في ظهور لجان عربية وفلسطينية واسلامية في امريكا متضامنة مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته وفق تعبيرات متاحة في الولايات المتحدة، كما ظهرت بعد اتفاقات اوسلوا وتأجيل قضية اللاجئين الى مفاوضات الوضع النهائي لجان مهتمة بحق العودة والمخاطبة بضرورة تحقيقه، غير أن ذلك الحراك السياسي لم يرقى إلى التأثير والنفوذ في مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة القضية الفلسطينية، خاصة في الكونغرس بشقيه مجلس الشيوخ، ومجلس النواب، فالجالية الفلسطينية غير قادرة في التأثير على اصحاب القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب عديدة أهمها:
أولاً: مجموع سكان الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتعدى (236) ألف فلسطيني حالياً، وهو بذلك يمثل نسبة صغيرة أقل من (0.07) في المائة من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية الذي يصل إلى (300) مليون نسبة.
ثانياً: (83.5) في المائة من القوة المنتجة الفلسطينية هناك من الطبقات الكادحة، أي أن نسبة الشرائح التي يمكن أن تؤثر في القرار (16.5) في المائة، وهي في طبيعة الحال غير منظمة لأي إطار محدد وحديثة العهد.
ثالثاً: تشتت الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم تنسيق القدرات والتوجهات، ناهيك عن تشتت رأس المال العربي وعدم نفوذه في السوق المالي الأمريكي، وبالتالي المؤسسات صاحبة القرار
في مقابل ذلك يتمتع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذ كبير لدى السلطات التشريعية الأمريكية، وغيرها من مؤسسات صنع القرار والإعلام الأمريكي لخدمة الأهداف الاسرائيلية، ومرد قوة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية كبر مجموع الجالية اليهودية (5.5) مليون يهودي، والتنظيم في الدرجة الأولى، ورأس المال اليهودي المؤثر بدرجة كبيرة في السوق المالي الأمريكي، وتالياً على أصحاب القرار الأمريكيين.