حوّل الشاب الفلسطيني حسين صبح إحدى غرف منزله الصغير الواقع في رفح، لما يشبه الاستوديو البدائي لإنتاج أغاني الراب.
وبجهود مجموعة من الشباب تكونت فرقة "شرارة دي جي"، الأولى من نوعها على صعيد المدينة التي تعد أكثر مناطق غزة محافظةً.
عقبات البداية
يقول صبح لـ "هافنغتون بوست عربي” إنه "كأي فريق يبدأ مشواره، واجهتنا الكثير من العقبات، من بينها عدم توفّر الإمكانيات المادية. فلدينا 6 أغانٍ جاهزة بكلماتها وألحانها، لكن الظروف المادية حالت دون تسجيلها. وعلى الرغم من أن الأغنية الأولى لم تكلفني شيئاً وكل الفريق الذي شارك بإنتاجها معي كان من باب الدعم، فإنني لا أستطيع الاعتماد على أصدقائي كلياً في الإنتاج. ولو كان يتوفر معي المال، لسجّلت أغنيةً أسبوعياً، فما يتحكم في إنتاجنا لاغاني الراب هو المال".
وإضافة إلى ذلك، تواجه "شرارة دي جي" مشكلة صغر الاستوديو، الذي لا يحجب الصوت من الشارع أو الجيران، ما يضطر الفريق إلى إعادة التسجيل مرةً تلو الأخرى.
بين الدراسة والهواية
ترك صبح دراسته الجامعية في الكمبيوتر وقواعد البيانات بعد عامين جراء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعانيه عائلته، واتجه نحو العمل في الطلاء والبناء ليستطيع إكمال طريقه، دون أن ينسى أو يهمل هوايته.
يقول الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، ”لا أحد يهتم بالموسيقى في هذا البلد، لأن الأشخاص يفكرون فقط في تسيير أمورهم اليومية. لكني استطعت السير في هذا الطريق، وما يعنيني هو إيصال الرسالة".
وعلى الرغم من أن أغنية "شرارة دي جي" الأولى "رسالة شعب" هي أغنية وطنية وتتحدث عن الواقع المؤلم الذي يعيشه سكان غزة، فإن البعض حرّم وطالب بمنع تلك الأغاني.
ويوضح صبح، ”فهم الناس لكلمات الأغاني هو ما سيجعلهم يتقبّلونها، بيد أننا نواجه الانتقاد بسبب ملابسنا الفضفاضة، والتي لا أرى أنها تخالف عادات وتقاليد غزة، فهي تُعرض وتباع في المحال التجارية بشكل طبيعي".
من المعارضة إلى التشجيع
وجد صبح معارضةً شديدةً من عائلته، لكنهم بعد مشاهدة الأغنية الأولى وكلماتها المعبّرة بدأوا بتشجيعه، من بينهم والدتهم التي باتت تدعوه لتطوير نفسه في هذا المجال.
عبود رضوان (20 عاماً) من سكان مدينة رفح (جنوب غزة)، يعمل في ذات الفرقة التي شكّلها صبح.
يقول عبود، "نحاول بإمكاناتنا المتواضعة إنتاج شيء جيد، والخروج عن المألوف في توصيل رسالتنا من داخل قطاع غزة".
الجدير بالذكر أن العديد من الفنانين والفرق الصغيرة بدأت تظهر في السنوات الأخيرة في غزة، لتؤدي مثل هذه الفنون الغربية.
وتمثّل أغاني الراب أحد العناصر الخمسة في ثقافة الهيب هوب، التي نشأت في الولايات المتحدة الأميركية بين المواطنين من أصول افريقية في عقد السبعينيات من القرن الماضي كرد فعل للعنصرية التي تعرضوا لها والتعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى الدي جي والغرافيتي ورقص البريك دانس والإيقاع الصوتي الـ "بيت بوكس".
عن "هافنغتون بوست عربي”

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف