- الكاتب/ة : ايتان هابر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-03-12
في الانتفاضة الاولى وفي الانتفاضة الثانية حدثت عمليات كان عدد القتلى والجرحى فيها قريباً من العدد الاجمالي لكل لعمليات التي وقعت في الأشهر الستة من الانتفاضة الحالية – مثل العملية الفظيعة في فندق بارك، العملية في الدولفيناريوم او العملية الانتحارية المزدوجة في مفترق بيت ليد، وعمليات كثيرة اخرى في الباصات وفي المجمعات التجارية.
فلماذا، إذاً، يبدو أننا نتأثر بعمليات السكاكين في هذا الوقت أكثر ما تأثرنا في حينه؟ أولا، تأثرنا جدا في حينه ايضا، بيد أن الزمن الذي انقضى أطفأ الاحساس.
ولكن اضافة الى ذلك، فان الانفعال الجماهيري – وبالتأكيد الاعلامي – كثير بالذات في الانتفاضة الحالية، لان الاحساس العام - هكذا يبدو لنا – هو أنه لا توجد، وربما ايضا لن توجد، نهاية لهذه العمليات. فبعد الانتفاضة الحالية ستأتي التالية، وبعدها واحدة اخرى وواحدة اخرى. ولعل هذا لن ينتهي أبدا!
لقد فصلت أسباب اندلاع الانتفاضة الحالية من على صفحات كل صحيفة وعلى كل شاشة تلفزيونية. وظهر أفضل المحللين كي يشرحوا كل رمشة فلسطينية. كلهم خبراء عظماء، وليس فيهم من سيقول أمراً ذا مغزى فيعفينا من الحاجة لنقتل وان نتعرض للقتل. فلنساهم، إذاً، بنصيبنا. في رأيي، فان هذه الانتفاضة خطرة علينا أكثر من سابقتيها لانها ملقاة على عاتق الشبيبة الفلسطينية المحبطة والسئمة. هم على ما يبدو، من ناحيتنا، جيل ضائع. وهم سيكبرون مع الكراهية والسكاكين، وسيجعلون أيام صباهم اسطورة فلسطينية. سنلتقيهم في لاحق الطريق.
الحقيقة هي انه لا يوجد الكثير مما يمكن عمله ضد اعمال «الارهاب» كهذه. فالوجوه المفعمة بالاهمية والاقوال التي يطلقها قادة الدولة و»قوات الأمن» تخفي فقط عظمة الارتباك لدى الجميع. وتتدفق الاقتراحات وتغرق محافل الأمن. والاشخاص الذين عملوا على البحث عن حلول منذ العهود التي كان فيها وزير الامن الداخلي اردان والمفتش العام ألشيخ طفلين صغيرين قد سبق أن جربوا، رووا، وسمعوا كل شيء. وعليه، فان الاقتراحات الجديدة هي للاستخدام الاذاعي والتلفزيوني فقط – فلا أحد يأخذها على محمل الجد. ففي الماضي سبق أن طردوا وهدموا وقتلوا وفعلوا كل ما يمكن – ولا يزال. صورة القاتل الذي يركض على طول شاطيء البحر في يافا ستتكرر مرة اخرى ومرة اخرى على الشاشة الصغيرة، باشكال مختلفة، في الانتفاضة التالية ايضا وفي تلك التي ستأتي بعدها. هذه هي حياتنا في هذا العالم. وفي هذه الاثناء، فليبعدوا، وليهدموا وليبحثوا. وإذا لم يحل هذا المشكلة، فهو يمكنه على الاقل ان يجلب أصواتا في الانتخابات. وهذا أيضا شيء ما.
الجديد في هذه الانتفاضة، خلافا للانتفاضتين السابقتين، هو الشعور بأنه في هذه المرة لا نهاية لهذا الأمر. أبناء الاولاد الفلسطينيين الحاليين – الذين يشارك بعضهم بنشاط في الانتفاضة – سيكونون جزءا من الانتفاضات التالية ايضا. الاطفال الصغار اليوم هم المقاتلون غدا. وهم سيتعلمون على نحو افضل أسرار استخدام السكين، وسيخرجون الى الشوارع عندما يكون كل مواطن اسرائيلي، صغيرا كان أم شيخا، هدفاً. الألوان على بوسترات الشهداء من الانتفاضة الحالية ستبهت كي تخلي المكان للشهداء الجدد. ليس لدى الشعب الفلسطيني مال، ليس له طعام، ولكن لديهم أناس كالرمل الذي على شاطئ البحر. قد نكون نستخف بهم، ولكنهم لا يستخفون بنا.
فلماذا، إذاً، يبدو أننا نتأثر بعمليات السكاكين في هذا الوقت أكثر ما تأثرنا في حينه؟ أولا، تأثرنا جدا في حينه ايضا، بيد أن الزمن الذي انقضى أطفأ الاحساس.
ولكن اضافة الى ذلك، فان الانفعال الجماهيري – وبالتأكيد الاعلامي – كثير بالذات في الانتفاضة الحالية، لان الاحساس العام - هكذا يبدو لنا – هو أنه لا توجد، وربما ايضا لن توجد، نهاية لهذه العمليات. فبعد الانتفاضة الحالية ستأتي التالية، وبعدها واحدة اخرى وواحدة اخرى. ولعل هذا لن ينتهي أبدا!
لقد فصلت أسباب اندلاع الانتفاضة الحالية من على صفحات كل صحيفة وعلى كل شاشة تلفزيونية. وظهر أفضل المحللين كي يشرحوا كل رمشة فلسطينية. كلهم خبراء عظماء، وليس فيهم من سيقول أمراً ذا مغزى فيعفينا من الحاجة لنقتل وان نتعرض للقتل. فلنساهم، إذاً، بنصيبنا. في رأيي، فان هذه الانتفاضة خطرة علينا أكثر من سابقتيها لانها ملقاة على عاتق الشبيبة الفلسطينية المحبطة والسئمة. هم على ما يبدو، من ناحيتنا، جيل ضائع. وهم سيكبرون مع الكراهية والسكاكين، وسيجعلون أيام صباهم اسطورة فلسطينية. سنلتقيهم في لاحق الطريق.
الحقيقة هي انه لا يوجد الكثير مما يمكن عمله ضد اعمال «الارهاب» كهذه. فالوجوه المفعمة بالاهمية والاقوال التي يطلقها قادة الدولة و»قوات الأمن» تخفي فقط عظمة الارتباك لدى الجميع. وتتدفق الاقتراحات وتغرق محافل الأمن. والاشخاص الذين عملوا على البحث عن حلول منذ العهود التي كان فيها وزير الامن الداخلي اردان والمفتش العام ألشيخ طفلين صغيرين قد سبق أن جربوا، رووا، وسمعوا كل شيء. وعليه، فان الاقتراحات الجديدة هي للاستخدام الاذاعي والتلفزيوني فقط – فلا أحد يأخذها على محمل الجد. ففي الماضي سبق أن طردوا وهدموا وقتلوا وفعلوا كل ما يمكن – ولا يزال. صورة القاتل الذي يركض على طول شاطيء البحر في يافا ستتكرر مرة اخرى ومرة اخرى على الشاشة الصغيرة، باشكال مختلفة، في الانتفاضة التالية ايضا وفي تلك التي ستأتي بعدها. هذه هي حياتنا في هذا العالم. وفي هذه الاثناء، فليبعدوا، وليهدموا وليبحثوا. وإذا لم يحل هذا المشكلة، فهو يمكنه على الاقل ان يجلب أصواتا في الانتخابات. وهذا أيضا شيء ما.
الجديد في هذه الانتفاضة، خلافا للانتفاضتين السابقتين، هو الشعور بأنه في هذه المرة لا نهاية لهذا الأمر. أبناء الاولاد الفلسطينيين الحاليين – الذين يشارك بعضهم بنشاط في الانتفاضة – سيكونون جزءا من الانتفاضات التالية ايضا. الاطفال الصغار اليوم هم المقاتلون غدا. وهم سيتعلمون على نحو افضل أسرار استخدام السكين، وسيخرجون الى الشوارع عندما يكون كل مواطن اسرائيلي، صغيرا كان أم شيخا، هدفاً. الألوان على بوسترات الشهداء من الانتفاضة الحالية ستبهت كي تخلي المكان للشهداء الجدد. ليس لدى الشعب الفلسطيني مال، ليس له طعام، ولكن لديهم أناس كالرمل الذي على شاطئ البحر. قد نكون نستخف بهم، ولكنهم لا يستخفون بنا.