في كل مرة تكون فيها ازمة أمنية، ودائما هناك ازمة أمنية، تمتليء آلاف الاستوديوهات بعدد لا يحصى من المحللين، القدامى والجدد. وقبل كل شيء هم يعرفون ما لا تفعله الحكومة وأذرعها.
وليس هذا فقط، بل هم يعرفون بالضبط ما هو الصحيح وما الذي يجب فعله. فهم جميعا كانوا عميقا هناك في الداخل، في البئر، في مفاعل القرارات وقلب العمل. ومن مثلهم يفهم ويعرف الميدان والقدرات والعقلية والجيوسياسية.
ولسبب ما، لا يسأل أحد في الاستوديوهات "لقد كنت هناك، يا رجل الأمن، كنت وزيرا في الحكومة، كنت جنرالا في الجيش، كنت ج. في "الشباك"، فلماذا عندما كنت هناك لم تفعل ما تقوله الآن؟".
في كل ازمة امنية يقترحون الشيء الذي اقترحوه خلال الازمات الـ 1228 السابقة – العمل أكثر بكثير، شيء أكثر من شيء ،العمل بتصميم أكبر، الهدم أكثر بشكل مكثف. أو باختصار يقولون "العمل أكثر والحديث أقل".
بعضهم يتبنون "خطة عمل مفصلة" فيها دزينة من النقاط مثل عدد قبائل اسرائيل أو عدد البيض في السلة التي بحسبها يجب العمل بـ: 1- هجومية، 2- تصميم، 3- بلا تردد. وهناك ايضا من يقترح بشكل حاسم أنه يجب الانتقال من شيء الى شيء. مثلا من الدفاع الى الهجوم، من التسامح الى الشدة، من البطء الى السرعة، من الكلمات الى الصواريخ وما أشبه.
لكن الحقيقة هي أنهم ونحن والحكومة وجميعنا لا حيلة لنا منذ عشرات السنين في وجه المقاومة الفلسطينية المصممة التي تلبس في كل مرة شكل آخر، لسيطرتنا التي تزداد بشاعة.
وكل شيء لأننا لا نريد وبذرائع كثيرة، الحل السياسي، المفاوضات والاتفاق. والحل العسكري كلما استخدم بشكل مصمم اكثر فانه لا ينجح ولن ينجح ولا يمكن أن يأتي بالحل حتى لو قال ألف محلل ذلك. كل ما نبثه في الاستوديوهات والواقع هو قلة الحيلة المطلقة.
واذا استمر هذا، ولم يوجد في الافق أي شيء آخر، ففي النهاية سننجر جميعنا وراء الحل السحري النهائي والحاسم كما يطلب الادمور هليهفاه بنتسي غوفشتاين: "بدون طرد الاغيار ووراثة البلاد لن نحظى بالبقاء فيها".
هيا يا اصدقائي، دوسوا على البنزين وزيدوا من قلة الحيلة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف