- الكاتب/ة : موشيه آرنس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-03-23
هل سننجح ذات يوم بالانتصار على الليكود، هل سيقف بنيامين نتنياهو على رأس حكومتنا الى ابد الآبدين – هكذا يسأل اليسار، التواق للعودة الى السلطة بعد سنوات طويلة في صحراء المعارضة – وعندها تبدأ لعبة الاتهامات: من المسؤول عن هذا الوضع واين اخطأنا.
ان مسألة سيطرة حزب واحد على السلطة ولسنوات طويلة ليست جديدة في السياسة الاسرائيلية. هل تذكرون حزب العمل، على اختلاف اشكاله، والذي سيطر منذ قيام الدولة، وكان يبدو انه سيبقى مسيطرا الى الابد؟ الى أن جاء واستبدله الليكود الذي كانوا يعتقدون انه سيبقى في المعارضة الى الابد.
اذا نظرنا الى الوراء وسألنا انفسنا كيف نجح حزب العمل في الفوز مرة وراء الاخرى بالانتخابات، سنكتشف أن الاجابة واضحة: لان الجمهور كان يعتبر ان حزب العمل قادر على توفير أهم شيء وهو الامن، هو الحزب الذي قاد اسرائيل الى الانتصار في حرب الاستقلال، وهو الذي فتح مضائق طيران عام 1956 والانتصار اللامع في حرب الايام الستة، وما ادى الى سقوط الحزب هو اعتباره فاشلا في حرب يوم الغفران، رغم ان هذا كان الانتصار الاكبر لاسرائيل. هذا الانتصار الذي شق الطريق لاتفاقيات السلام مع مصر – الجمهور لم يغفر للحكومة لانها لم تستدعي الاحتياط بشكل مسبق ونتائج هكذا خطأ: الضحايا الكبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي.
مرت أربع سنوات ليدرك الجمهور تأثير تلك الاحداث. عام 1977 وبعد انتصار المعارضة، صعد الليكود للسلطة. كان الامن على سلم اولويات الجمهور، هذا الامن الذي اعتبر ان حزب العمل فشل في توفيره. وهو الذي أدى الى اسقاطه.
لم يتغير الوضع كثيرا في هذا المجال. يعطي الجمهور صوته لمن يراه قادرا على ضمان أمنه. كانت لحزب العمل فرصة لاصلاح صورته الامنية عندما عاد الى السلطة تحت قيادة رئيس اركان سابق، اسحق رابين، بعد أن هُزم من الليكود عام 1996، وعد الجنرالين بتحقيق الامن من خلال السلام. وكانا مستعدان للتنازلات المطلوبة. ووافق الجمهور على هذه السياسة: ايد اتفاقيات اوسلو وكان مستعدا للتنازل عن الجولان لسوريا مقابل اتفاق سلام. التنازلات الجغرافية بعيدة المدى التي اقترحها باراك لعرفات عام 2000 كان يمكن ان يقبل بها جزء كبير من الجمهور، لولا رفض عرفات لذلك، ولولا موجة الارهاب الفلسطيني التي اعقبت ذلك.
"معسكر السلام" حصل على فرصة اخرى عندما اقتلع الجنرال ارئيل شارون مستوطنات غوش قطيف وسحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، ترك الليكود واقام حزب "كديما" وجند الكثيرين من حزب العمل. هذه الخطوة ايضا حظيت بتأييد جزء كبير من الجمهور الاسرائيلي.
منذ سنوات ينظر الجمهور الاسرائيلي الى هذه السياسة كمجموعة من الاخطاء. الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على اسرائيل من أجل تقديم تنازلات، حظي بتأييد جزء من الجمهور لكنه اغضب غالبيته. وزاد هذا الامر التأييد لنتنياهو، بكل ما يتصل بالامن، فشل حزب العمل وايضا على شكل كديما.
الامن هو جوهر السياسة الاسرائيلية. وحتى يستطيع حزب العمل في توفير الاجابات الجيدة أكثر من تلك التي يوفرها الليكود في هذا المجال. او حتى يرتكب الليكود خطأ حقيقي لا سمح الله – يمكن القول ان الليكود سيبقى في السلطة.