- الكاتب/ة : ايتان هابر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-03-30
يريد الجيش الاسرائيلي أن يكون الجيش الاكثر أخلاقية في العالم، الاكثر أخلاقية بأكبر قدر ممكن، ولكنه لا يمكنه أن يكون هكذا، حتى لو كان كل جنوده وقادته ملائكة. فالحرب والاخلاق لا يجتمعان في مكان واحد. ينبغي الجيش أن يقتل وأحيانا أيضا أن يتعرض للقتل. وكل ما يتعلق باطلاق النار والموت ليس أخلاقيا. «بالاحابيل تجعل لك حربا»، قال أسيادنا، وكل ما يتعلق بالدم وبارتقاء جنود العدو و»المخربين» ليس أخلاقيا.
يخيل أن السياسيين الذين كانوا قادة حربيين نسوا تلمودهم. وفقط من لم يصفر الرصاص حول رأسه واذنية يمكنه أن يتحدث عن «جيش اخلاقي». في الجيش يقف الناس أمام الاختبار الاعلى للانسان: الحياة أو الموت. جنود العدو و»المخربون» يحاولون قتلك. انت تحاول قتلهم. أين الاخلاق؟
الجندي الذي أطلق النار على «مخرب» مستلق على الطريق في الخليل قبل بضعة ايام لم يكن الاول الذي تصرف بشكل غير أخلاقي مع «مخربي» العدو. بأم عيني رأيت ذات مرة ضابطا شعبيا يطلق النار على جثث 11 «مخرباً» كي يحدد أماكنهم، في استعراض للمراسلين العسكريين. الجانب الاخر، العدو، لا يبحث بالتأكيد عن فرائض الاخلاق. وفي يوم الجمعة القادم سيصعد ابناء العائلة والاصدقاء الى قبر الرائد يوسي كابلن في الذكرى السنوية الـ 47 لموته. كان كابلن عضوا في خلية طاردت «المخربين» في الغور. وحسب التقارير وصلت الخلية الى كهف كانت تجلس في مدخله بدوية ترضع وليدها، ولم يرغب الجنود الاسرائيليون الاخلاقيون في ازعاج البدوية التي ترضع وليدها وسألوها اذا كان هناك أحد في الكهف. فأجابت المرأة الاخلاقية بالنفي، واكتفى الاسرائيليون الاخلاقيون بجوابها. لم يفحصوا الكهف. بعد نحو دقيقة أو اثنتين خرج «مخربون» من ذاك الكهف، وقتلوا كابلن وثلاثة من رفاقه. كانوا أخلاقيين، ولكن موتى. اما المرأة البدوية فنالت وابلا من الشتم والسباب، وبلا شك كانت غير أخلاقية. ولكنها أغلب الظن عاشت حتى عمر متقدم.
ليس معنى الامر أن الجندي مطلق النار في أزقة الخليل تصرف على نحو لائق. من شبه المؤكد أن لا. ولكن فقط من يتلبث في السير في أزقة جنين، نابلس، او الخليل، وفقط من يصفر الرصاص قرب اذنيه يمكنه أن يفهم ما الذي يمر على جندي يجد نفسه فجأة امام ثلة مطلقي نار أو راشقي حجارة. ليس معنى الامر- لا سمح الله- اننا نعتزم الدفاع عن الجندي مطلق النار. فالمحكمة ستقرر عقابه. ولكن حتى عندما تنطق بالحكم عليه، وأغلب الظن بتشدد، من المهم أن نتذكر بان «روح الجيش الاسرائيلي» – وثيقة الاخلاق في الجيش – ليست سوى قطعة ورق. في الواقع الجيش الذي يسير منذ نحو 50 سنة في أزقة الخليل، جنين، نابلس، رام الله وقلقيلية يفقد مبادئه الاخلاقية. وعليه، فلا يمكن للجيش الاسرائيلي أن يكون، وعلى ما يبدو لن يكون أبدا، الجيش الاكثر أخلاقية في العالم. لم يولد بعد جيش كهذا.
يخيل أن السياسيين الذين كانوا قادة حربيين نسوا تلمودهم. وفقط من لم يصفر الرصاص حول رأسه واذنية يمكنه أن يتحدث عن «جيش اخلاقي». في الجيش يقف الناس أمام الاختبار الاعلى للانسان: الحياة أو الموت. جنود العدو و»المخربون» يحاولون قتلك. انت تحاول قتلهم. أين الاخلاق؟
الجندي الذي أطلق النار على «مخرب» مستلق على الطريق في الخليل قبل بضعة ايام لم يكن الاول الذي تصرف بشكل غير أخلاقي مع «مخربي» العدو. بأم عيني رأيت ذات مرة ضابطا شعبيا يطلق النار على جثث 11 «مخرباً» كي يحدد أماكنهم، في استعراض للمراسلين العسكريين. الجانب الاخر، العدو، لا يبحث بالتأكيد عن فرائض الاخلاق. وفي يوم الجمعة القادم سيصعد ابناء العائلة والاصدقاء الى قبر الرائد يوسي كابلن في الذكرى السنوية الـ 47 لموته. كان كابلن عضوا في خلية طاردت «المخربين» في الغور. وحسب التقارير وصلت الخلية الى كهف كانت تجلس في مدخله بدوية ترضع وليدها، ولم يرغب الجنود الاسرائيليون الاخلاقيون في ازعاج البدوية التي ترضع وليدها وسألوها اذا كان هناك أحد في الكهف. فأجابت المرأة الاخلاقية بالنفي، واكتفى الاسرائيليون الاخلاقيون بجوابها. لم يفحصوا الكهف. بعد نحو دقيقة أو اثنتين خرج «مخربون» من ذاك الكهف، وقتلوا كابلن وثلاثة من رفاقه. كانوا أخلاقيين، ولكن موتى. اما المرأة البدوية فنالت وابلا من الشتم والسباب، وبلا شك كانت غير أخلاقية. ولكنها أغلب الظن عاشت حتى عمر متقدم.
ليس معنى الامر أن الجندي مطلق النار في أزقة الخليل تصرف على نحو لائق. من شبه المؤكد أن لا. ولكن فقط من يتلبث في السير في أزقة جنين، نابلس، او الخليل، وفقط من يصفر الرصاص قرب اذنيه يمكنه أن يفهم ما الذي يمر على جندي يجد نفسه فجأة امام ثلة مطلقي نار أو راشقي حجارة. ليس معنى الامر- لا سمح الله- اننا نعتزم الدفاع عن الجندي مطلق النار. فالمحكمة ستقرر عقابه. ولكن حتى عندما تنطق بالحكم عليه، وأغلب الظن بتشدد، من المهم أن نتذكر بان «روح الجيش الاسرائيلي» – وثيقة الاخلاق في الجيش – ليست سوى قطعة ورق. في الواقع الجيش الذي يسير منذ نحو 50 سنة في أزقة الخليل، جنين، نابلس، رام الله وقلقيلية يفقد مبادئه الاخلاقية. وعليه، فلا يمكن للجيش الاسرائيلي أن يكون، وعلى ما يبدو لن يكون أبدا، الجيش الاكثر أخلاقية في العالم. لم يولد بعد جيش كهذا.