احدى المسلمات في اسرائيل هي ان مجلس حقوق الانسان في جنيف ليس من محبي صهيون، أو لاسامي بلغة الشعب. فقبل نحو شهر قرر المجلس اعداد معطيات عن أعمال تجارية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع المستوطنات في المناطق. في اسرائيل كالمعتاد لم يسمعوا، لم يروا ومن عرف تلفظ بشخرة تحقير، إذ كم فرقة توجد منذ الان لرئيس المجلس لويس الفنسو دي ألبا من المكسيك الذي يلاحق دولة اسرائيل مثل سلفه بالضبط.
إذن توجد له، وكثيرة. وهذه ليست فقط الـ BDS، بل الامم المتحدة وبالاساس المنظومة في اسرائيل التي تكبت الامكانية الكامنة للضرر من ذاك القرار. فمن اجل هذا ينبغي الدخول الى جلدة مجالس ادارة تلك الشرات التي ستدخل الى القائمة السوداء لدى المجلس. فالشركات، المصانع والمجمعات التجارية هي بزنس، والحساب الذي يجريه المدراء العامون والمجالس الادارية هو حساب السطر الاخير: ما هو الضرر المستقبلي لظهورهم في قائمة سوداء ما، حيال ربحهم في التجارة مع الاعمال التجارية المرتبطة بالمستوطنات. مثابة BDS مع ختم الامم المتحدة.
صحيح أن الكثير من المصانع هجرت المناطق رغم الاغراء بالضريبة المخفضة وباقي الامتيازات، ولكن لا شك ان العديد من مجالس الادارة في العالم، ممن سيدخلون الى القائمة السوداء، سيقررون ما يقرره حساب الربح والخسارة، وليس لانهم لاساميون. وهكذا ارتبطت الامم المتحدة بـ BDS .
في اسرائيل كالمعتاد يقاتلون طواحين الريح. افيغدور ليبرمان يدفع نحو مشروع قانون يسحب التمويل من الاحزاب التي يدعو واحد على الاقل من اعضائه الى مقاطعة المستوطنات. نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي تدعو الى "مقاطعة المقاطعين"، وواحد يسمى الن درشوبتش، بروفيسور ومحامي على حد سواء، يقول ان "هدف رجال BDS ليس العمل على حل سلمي بين دولتين، بل ابادة اسرائيل".
إذن من المجدي ان نهدأ. المقاطعة لا ترمي الى ابادة اسرائيل (وهي لا تستطيع أيضا)، بل الى وقف الاحتلال. الكفاح ضدها اشكالي، ومثل الحرب ضد الارهاب، فان مجرد الكفاح يشعل إواره. فكلما استثمرت مالا اكثر، هكذا يفعل الطرف الاخر. وليس لديك الجندي أ من الخليل ليصفي المقاطعين، إذ يوجد لهم ميدان معركة مفتوح للركض فيه.
المشكلة الحقيقية هي في مستوى المنطق البسيط والتردد الداخلي. فمن هو مستعد لصفقة مع المستوطنات من أجل السلام، ومن يفهم بان الحكومة الحالية غير مستعدة لهذه الصفقة، ومن يفهم بان ما يحرك الصفقة التي يؤيدها هو الضغط – ملزم بان يفهم بان الـ BDS هي جزء من المساعي التي من خلالها يمكن صنع السلام من خلال المساومة على المستوطنات.
أنا لا اقول انه يجب تأييد الـ BDS ، فأنت لا تطلق النار على ركبتك. أن اقول اذا كانت هذه هي الركبة المريضة، فينبغي أخذ الامم المتحدة وحركة المقاطعة بالحساب الشامل، كقوة كفيلة بان تحرك حكومة اسرائيل عن موقفها الضار والخطير.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف