بادرت الحركة الاستيطانيّة "أماناه"، وبدعم وزير الجيش الإسرائيليّ، موشيه يعالون، ومجلس مستوطنات "ماطيه بنيامين"، إلى تطوير مخطّط هيكليّ استيطانيّ شرس لما يسمّى بمستوطنة "مخماش مزراح"، القاضي بتحويل كلّ من مستوطنات معاليه مخماش، ريمونيم، بساغوت وكوخاف يئير، الواقعات شرقيّ رام الله، إلى "ضاحية سكنيّة ريفيّة وشبه مدينيّة، يسكنها 77 ألف نسمة"، لغاية عام 2040.
ومن بين مجمل أهداف الخطّة الاستيطانية الجديدة، شرعنة البؤرة الاستيطانيّة غير القانونيّة "متسببيه داني"، الذي أقيم عام 1998 بطريقة غير قانونيّة.
ويهدف المخطّط الذي بادرت إليه "أماناه" في التّسعينات، ومرّ عدّة تغييرات، إلى خلق تواصل جغرافيّ من الجهة الشّرقيّة للشارع الاستيطانيّ الالتفافيّ رقم 60.
وقد أقرّ ما يسمّى "مجلس التّنظيم الأعلى للإدارة المدنيّة"، قبل عدّة أشهر التّقدّم في المخطّط الهيكليّ الذي تعكف عليه ما تسمّى "مديريّة الاستيطان"، ليشتمل على خطّة لتوسيع مكثّف لمستوطنات المنطقة، وإقامة ما يقارب 2500 وحدة سكنيّة جديدة على مساحة 790 دونمًا.
ويتكوّن المخطّط مكوّن من عدّة مراحل، سيتمّ فيها بناء مئات الوحدات السّكنيّة في كلّ واحدة من المستوطنات.
ويسكن اليوم في المستوطنات الأربع وفي البؤرة الاستيطانيّة "متسپيه داني"، وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزيّة، نحو 6000 مستوطن. ويبلغ إجماليّ عدد سكّان المجلس الإقليميّ "ماطيه بنيامين"، الذي تتبع له هذه المستوطنات وغيرها، حوالي 55 ألف مستوطن.
وبناءً على المخطّط الاستيطانيّ، فمن المقدّر زيادة 70 ألف مستوطن في المستوطنات الأربعة والبؤرة الاستيطانيّة "متسبيه داني"، في غضون أقلّ من 25 عامًا.
أما مستوطنة "معاليه مخماش"، فمن المقدّر، وفق المخطّط أن يصل عدد سكّانها إلى 7000 مستوطن في عام 2040. ويقدّر المخطّط أنّ الزّيادة السّكانيّة السّنويّة في التّجمّع الاستيطانيّ الجديد ستكون أعلى من الزّيادة الحاليّة في بعض هذه المستوطنات، وأعلى من المعدّل السّنويّ في مستوطنات الضّفّة الغربيّة عمومًا.
وكانت ما تسمّى "مديريّة الاستيطان" بتقديم المخطّط لمجلس التّنظيم الأعلى الذي أقرّ أسس المخطّط في جلسته المنعقدة في تشرين أوّل/أكتوبر من عام 2015.
وذكر المبادرون للمخطّط في الجلسة أنّ إمكانيات توسّع المستوطنات محدودة بسبب النّقص في الأراضي "التّابعة لملكيّة الدّولة أو لملكيّة يهود". كما أُشير إلى عدم وجود إمكانيّة تقريبًا لتوسيع كوخاڤ يئير، ريمونيم وبساغوت، ولذا فالاقتراح المطروح هو تحويل المخطّط الهيكليّ لـ"معاليه مخماش" إلى مخطّط إقليميّ، لأنّ المستوطنة والبؤرة الاستيطانيّة المحاذية لها (متسپيه داني) توفّر "عرضًا كبيرًا نسبيًّا من أراضي الدّولة".
ورفضت المحكمة الإسرائيليّة العليا، في تشرين ثاني/نوفمبر الأخير، التماسًا قدّمته "ييش دين" في عام 2009، باسم رئيس مجلس القرية الفلسطينيّة دير دبوان، طلبًا لهدم مبنى أُنشئ على أراض تابعة للقرية.
وجاء رفض المحكمة الالتماس في أعقاب مباشرة الدّولة بشرعنة البؤرة الاستيطانيّة "متسپيه داني".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف