- الكاتب/ة : روغل ألفر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-04-11
الهستيريا الكبيرة لليمين في اسرائيل هي الدعاية. بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان، جميعهم مقتنعون بأنهم اذا استطاعوا تفسير الوضع بمنطق وتشدد للعالم، فالعالم سيفهم. لو استمع العالم فقط فهو سيفتح أعينه، وسيتوقف انتقاد الاحتلال والتصميم الغبي على حل الدولتين. هذه الهستيريا تُظهر سذاجة اليمين. فقد اعتاد اليمين على اتهام اليسار بالسذاجة، لكن الحقيقة هي أن حجم السذاجة في اليمين وحشي. وزير الدعاية الجديد لحكومة اليمين هو رئيس مجلس "يشع" السابق، داني ديان، الذي تم تعيينه سفيراً في نيويورك، وأعلن أن مهمته المركزية هي الدعاية. إنه يعرف كيف يفعل ذلك بالشكل الصحيح، كما قال، وهو سيشرح لهم. اعتاد ديان على نشر مقالات له بين الفينة والاخرى في "نيويورك تايمز"، وهي المنصة الاكثر أهمية في الولايات المتحدة. وهو يشدد دائما في مقالاته على أنه يكتب من "معاليه شومرون في الضفة الغربية". في تموز 2012 واثناء وجوده في الواقع السياسي الذي كان يميز مواقفه قال إن "الحق الاخلاقي للاسرائيليين في تسمية يهودا والسامرة بيتهم غير قابل للتضعضع" و "وجود المستوطنين في كل ارجاء يهودا والسامرة وليس فقط في الكتل الاستيطانية هو حقيقة غير قابلة للتغيير". وقد فرح ديان بالإبلاغ عن إديليا: "الآن يسود الأمن... الاقتصاد ينمو... مدينة فلسطينية جديدة، روابي، تُقام في شمال رام الله. الجاليات اليهودية تزدهر. الحواجز تُرفع، والسياح يأتون الى بيت لحم وشيلا من أرجاء العالم. الفلسطينيون والاسرائيليون يعبرون عن رضاهم عن الوضع الراهن... المستوطنات ليست هي المشكلة بل هي جزء من الحل". في سذاجته الوحشية والعمياء والفانتازيا اعتقد ديان في صيف 2012 أن الفلسطينيين سلموا بوجود المستوطنين في كل مناطق "يهودا" و"السامرة"، وهم يعتبرون ذلك حقيقة لا رجعة عنها. وقد اعتقد أن الفلسطينيين المقتلعين وفاقدي الحقوق المدنية فرحون. هكذا رأى الأمور حينما نظر من نافذة بيته في "معاليه شومرون في الضفة الغربية". في 8 حزيران 2014 كان "داني ديان، معاليه شومرون الضفة الغربية" يشعر بتفاؤل أكبر. سذاجته الوحشية نمت الى مستوى كاريكاتوري: "يجب على الاسرائيليين التخلص من صدمة الانتفاضة الثانية"، هكذا شخص استنادا الى تحليلاته السياسية الواقعية وطالب بإحداث تحسين جذري وفوري في ظروف حياة الفلسطينيين وتفكيك جدار الفصل والسماح بالحركة الحرة واندماج الفلسطينيين في سوق العمل الاسرائيلية كهدية على خضوعهم وقبولهم للوجود الأبدي لـ"معاليه شومرون الضفة الغربية". لقد بالغ في مثاليته عندما قال إن "على الفلسطينيين أن يعودوا الى المدن الاسرائيلية، ليس فقط كعمال ياقات زرقاء. يجب أن يكون المهندس من رام الله قادرا على العمل في تل ابيب. والطبيب الفلسطيني الذي يعالج المرضى في المستشفى الاسرائيلية يجب أن يكون حالة دارجة". لقد طالب باعمار مخيمات اللاجئين معترفا بفوضوية حل الدولتين. لا مناص من القول إن هذا الشخص الساذج لا يعرف ببساطة أين يعيش، فهو لا يعرف مستوطنين مثل سموتريتش ولا يعرف شباباً فلسطينيين يبلغون الـ 15 سنة. المشكلة هي أن افكاره ومواقفه الخاطئة تماما هي ملك لليمين كله. هذا الحلم الغريب وغير القابل للتحقق هو حلمه. وهذا ما يقدمه اليمين. هذا هو تفسيره. وهو يلقب بجون كيري بالمسيحاني.