عاد أمن المخيمات الفلسطينية في منطقة صيدا الى الضوء من جديد، خصوصاً بعد عملية اغتيال امين سر حركة فتح في مخيم المية ومية العميد فتحي زيدان الشهير باسم "الزورو" بتفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارته عند مستديرة الأميركان على مقربة من مدخل مخيم عين الحلوة.
عملية الإغتيال هذه، طرحت من حيث توقيتها ومكانها واستهدافها العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت فصلا متقدما من فصول محاولات تفجير الوضع في المخيمات، كونها أتت على اثر جولة جديدة من الأحداث الأمنية التي شهدها عين الحلوة خصوصا بين حركة فتح والجماعات الإسلامية المتشددة، وما اعقبها من تداعيات، فضلاً عن أن رسائل التفجير تتخطى حدود المخيمين، فما الهدف من وراء عملية الإغتيال، من المستفيد من توتير الأجواء داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وماذا عن التحقيقات في هذه القضية؟
جهات تحاول العبث بأمن المخيمات
في هذا السياق، اعتبر قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب في حديث لموقع "14 آذار" أن "هناك جهات تحاول العبث بأمن المخيمات وضرب الأمن والإستقرار داخلها، خصوصاً في منطقة الجنوب وتحديداً في مخيم عين الحلوة، فهؤلاء يريدون إحداث فتنة وشرخ بين الفلسطنيين في لبنان وضرب حق اللاجئين وضرب حق العودة والمستحقات الفلسطينية ومن أجل تهجير شعبنا وأهلنا الى الشتات وفق مخطط واضح كما حصل في نهر البارد وكما حصل في مخيم اليرموك في سوريا"، مشدداً على أنه "طالما حركة فتح موجودة وبقوة داخل هذا المخيم لن يستطعون النيل منه ولا من أهله وخسأ الخاسئين".
وفي شأن التحقيقات في عملية الإغتيال هذه والإجراءات لتعزيز أمن المخيمات بعدها، لفت أبو عرب الى "أننا كحركة فتح وجميع الفصائل الفلسطينية داخل المخيم، إكان من الفصائل أو القوى الإسلامية أو التحالف أو أنصار الله، هناك إجتماعات في ما بيننا في اللجنة الأمنية العليا المشكلة من أجل امن وإستقرار المخيمات الفلسطينية، وسيكون هناك إجراءات أخرى وسيتم تفعيل عمل القوى الأمنية المشتركة بشكل كبير، وستأخذ دورها كما يجب على كامل المستويات حتى تأمين الأمن وتحقيق الإستقرار داخل كل المخيمات"، كاشفاً عن أن "التحقيقات مستمرة وتحتاج الى وقت لأنه عمل إجرامي كبير، وشكلنا لجنة داخل حركة فتح لإجراء تحقيق خاص ولجنة أمنية من القوة المشتركة للتحقيق إضافة الى القوى الأمنية اللبنانية تحقق في الموضوع لأنه كان ضمن نطاقها، ونتمنى ان نصل الى المجرم الحقيقي".
ضرب السلم الأهلي لصيدا ومخيماتها
من جهته، اعتبر ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، في حديث لموقعنا، أن "هذه العملية هدفها واضح هو ضرب السلم الاهلي في صيدا ومخيماتها وإدخال المخيمات الفلسطينية في دوامة من الفلتان الأمني، لكن بوعي الفصائل الفسلطينية الوطنية في المخيمات، لن تستطيع هذه الجهات التي تريد توتير أمن المخيمات من تحقيق أهدافها بإحداث فلتان أمني أو فتنة فلسطينية فلسطينية أو فلسطينية لبنانية"، مؤكداً أن "جميع الفصائل الفلسطينية يد واحدة في مواجهة الأيادي العبثية أو الجهات التي تريد ضرب الأمن والإستقرار في لبنان والمخيمات الفلسطينية".
تعزيز التعاون اللبناني - الفلسطيني
وعن الإجراءات لتعزيز وتمتين الأمن داخل المخيمات، لفت بركة الى أن "الفصائل الفلسطينية شكلت قوة أمنية مشتركة ولجان أمنية تسهر على أمن المخيمات بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية وهناك تواصل وتنسيق وتعاون بين الجانبين الفلسطيني واللبناني، ولكن هذا وحده لا يكفي، فنحن بحاجة الى تفعيل دور القوى الأمنية المشتركة وتعزيز التعاون اللبناني الفلسطيني لمنع إستهداف المخيمات أو أمن لبنان من المخيمات لأننا نخشى أن يكون هناك مخططات لضرب المخيمات بجوارها اللبناني أو ضرب المخيمات داخلياً في محاولة لإحداث فتنة في هذا البلد العزيز وفي سياق مشروع كبير لتهجير الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية كما هو حاصل في سوريا في سياق ضرب قضية اللاجئين وتصفية حق العودة".
وناشد "الحكومة اللبنانية بأن يكون هناك تعاون أعلى مركزي بين الجانب اللبناني والجانب الفلسطيني على كافة المستويات من أجل منع أي مشروع يريد إحداث فتنة في المخيمات وفي لبنان والجانب اللبناني معني بالحفاظ على أمن المخيمات لأن أمن المخيمات من أمن لبنان ولمقاربة الملف الفلسطيني في لبنان من مختلف جوانبه السياسية والأمنية والإجتماعية والقانونية وألا يتم التركيز على الجانب الأمني فقط لأن التطرف هو نتيجة الحرمان والفقر، والمخيمات تعيش حالة فقر شديد نتيجة تقليص المساعدات الممنوحة من قبل الأونروا".
المصدر: موقع 14 آذار

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف