- الكاتب/ة : عاموس هرئيل
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-04-20
تطوران دراماتيكيان، تفجير العبوة في القدس والإعلان عن كشف النفق على حدود القطاع، ذكّرا، أول من أمس، بمشاهد في فترات سابقة: الانتفاضة الثانية وجولات الحرب ضد «حماس» في غزة. لكنّ هذين الحدثين لا يعكسان بالضرورة تصعيدا ملحوظا أو تغييرا في اتجاه العنف. «الارهاب» في الضفة، الذي يدخل بين الفينة والاخرى داخل الخط الاخضر، صحيح أنه تراجع في الاشهر الاخيرة، لكن لم يكن هناك أي مكان للافتراض أنه تم كبحه تماما. في القطاع، كان الكشف عن النفق متوقعاً على خلفية المعلومات بأن «حماس» قد استأنفت حفر الانفاق الى داخل اسرائيل، وأن الجيش الاسرائيلي يبذل جهدا كبيراً للكشف عنها.
في هذه المرحلة يبدو أن فقدان النفق لا يدفع المنظمة الى الرد، رغم مخاوفها من أن الحل التكنولوجي الذي قامت إسرائيل بتطويره سيؤدي الى الكشف عن أنفاق اخرى.
إن هذه هي المرة الاولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في تفجير عبوة داخل حافلة بعد أكثر من ستة اشهر من العنف. لقد تم احباط المحاولات السابقة حينما تم اكتشاف مختبر لتصنيع العبوات في القدس، وتم اعتقال عدد من الخلايا الاخرى. حقيقة أن العملية قد انتهت، أول من أمس، بمصابين فقط وأن المصاب الذي في حالة حرجة قد يكون هو «المخرب» الذي حمل العبوة، تشير كما يبدو الى أن الحديث يدور عن عبوة من صنع محلي. وحتى الآن لم تلاحظ في الانتفاضة الحالية عبوات ذات نوعية أو وزن تشبه تلك التي قتل بسببها مئات الإسرائيليين في العقد الماضي.
نشاط الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» بدون اعاقة في ارجاء الضفة تُصعب على المنظمة اعادة قدرتها «الارهابية» في الضفة. لذلك يصعب في الوقت الحالي اعتبار عملية أول من أمس، اشارة الى تغيير جوهري للعنف. وفي المقابل، يمكن القول إن الحادثة ستعيق تقدم المبادرة التي تم نقاشها مؤخرا بين الطرفين لوقف نشاط الجيش الاسرائيلي في مناطق «أ»، في رام الله وأريحا، واعادة المسؤولية الامنية الكاملة عنها الى السلطة.
نهاية النفق
إن رفع حظر النشر، صباح أو من أمس، عن قضية النفق مكّن، ولكن بشكل متأخر، من تفسير دق طبول الحرب هنا في نهاية الاسبوع الماضي. كشف النفق الهجومي على مسافة مئات الامتار داخل الاراضي الاسرائيلية كان السبب حول التقارير الكثيرة في وسائل الاعلام عن التوتر في حدود القطاع. ويمكن القول إن «حماس» تابعت باهتمام النشاط الاسرائيلي المتواصل للكشف عن النفق. ولكن في هذه المرحلة يبدو أن فرص تدهور الوضع الى مواجهة عسكرية اخرى في القطاع، ضعيفة.
الجيش لا يقول، وقد لا يعرف بيقين، اذا كان النفق الذي تم الكشف عنه بين صوفا وحوليت قد كان موجودا قبل الحرب الاخيرة في صيف 2014. أو اذا كان نفقا جديدا أو تم توسيع نفق قديم. المفارقة هي أن انجاز الاستخبارات والتكنولوجيا في الكشف عن النفق يثبت مشكلة اسرائيلية. فاذا كان النفق قديماً، فتصريحات الحكومة حول الكشف عن وتدمير كل الانفاق الهجومية في نهاية الحرب لم تكن دقيقة، وهي عكست الاستجابة لتوقعات الجمهور وانهاء الحرب والاعلان عن نجاح مهمة تدمير الانفاق. واذا كان النفق أو جزءاً منه يوجد في شرق الحدود قد تم حفره، مؤخراً، فهذا يؤكد أن العملية العسكرية الاخيرة لاسرائيل لم تقنع «حماس» بالتوقف عن المخاطرة، وأنه في جولة الحرب المستقبلية ستضع المنظمة كل تركيزها في الانفاق كورقة هجومية أساسية ضد اسرائيل.
أحداث أول من أمس، حساسة ايضا من الناحية السياسية. خلال 24 ساعة من بداية الاسبوع الماضي ظهر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مرتين بصورة المنتصر في ساحتين أمنيتين أساسيتين. في البداية في جلسة الحكومة الاسبوعية، حيث أشار هناك الى تراجع عدد العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة الغربية وشرقي القدس، ونسب ذلك الى دور الحكومة ونجاعة الاجهزة الامنية. وفي اليوم التالي اثناء زيارة لكتيبة المظليين في هضبة الجولان كشف نتنياهو أن اسرائيل قصفت في السنوات الاخيرة عشرات المرات في الشمال من اجل احباط تهريب السلاح من سورية الى «حزب الله» في لبنان.
قيلت هذه الامور لتعزيز صورته كرجل أمن وصد الادعاءات حول هجمات الطعن والدهس الطويلة وازالة الانطباع لدى ناخبيه بسبب التنديد الأولي بمطلق النار من الخليل (لقد حاول اصلاح هذا الضرر من خلال مكالمة هاتفية مع والد الجندي)، لكن اذا كان بالامكان الحديث في الجولان وفي الضفة الغربية عن التصميم واستعراض القوة، فما الذي سيفعله رئيس الحكومة في الحدود مع قطاع غزة، حيث تدير «حماس» ظهرها للسيادة الاسرائيلية وتقوم بالحفر تحت الجدار داخل أراضينا؟ هذه هي نقطة الضعف التي يتحدث عنها خصوم نتنياهو السياسيون. ليس فقط الوزير نفتالي بينيت الذي سارع الى نشر اعلان عن نهاية العالم، طلب فيه تنفيذ أي شيء من اجل منع «يوم غفران ارهابي» – هجوم مستقبلي لـ»حماس» على غلاف غزة. ايضا «يوجد مستقبل» و»المعسكر الصهيوني» تنافسا فيما بينهما حول الاعلان الأكثر حربجية وهاجما الحكومة بسبب عدم فعلها أي شيء على خلفية الانفاق في غزة.
قد يكون هذا الامر متوقعا من بينيت، لكن اعضاء الكنيست من المعارضة يلعبون هنا لعبة خطيرة. إن تحفظ رئيس الحكومة على الرهانات العسكرية معروف، لكنه يستمع جيدا للاضرار السياسية المحتملة. في تشرين الثاني 2012 وبسبب التهديد المزدوج لاستفزاز «حماس» وانتخابات الكنيست، حيث تعرض للهجوم بسبب اهمال سكان غلاف غزة، خرج نتنياهو الى عملية محدودة في القطاع هي «عمود السحاب». وبعد سنة ونصف من ذلك كانت عملية «الجرف الصامد»، حيث تأثر بمزاج الجمهور بعد خطف وقتل الفتيان الثلاثة في «غوش عتصيون». في هذه المرة يبدو أن نتنياهو يتفق مع رأي وزير الدفاع وقادة الجيش الاسرائيلي الذين يفضلون تأجيل الجولة القادمة بقدر الامكان. ولكن ما سيحدث في المستقبل يتعلق بسلوك «حماس».
اعتبارات الترويكا
حسب تحليل اسرائيل فإن القيادة السياسية لـ»حماس»، لاسيما خالد مشعل الموجود في قطر، لا تريد مواجهة جديدة مع اسرائيل. ويكمن الخطر هنا في قادة الذراع العسكرية لـ»حماس» في القطاع – يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى – الذين لهم علاقة متوترة مع القيادة السياسية لـ»حماس»، وهم يرفضون سلطتها. وحسب رأي الذراع العسكرية فان عنصر المفاجأة في العام 2014 لم يُستغل بسبب التأخير الذي فرضته القيادة السياسية.
قد يكون لترويكا العسكرية في «حماس» اعتبار آخر من اجل اشعال الحرب: الخوف من أن يكون الحل التكنولوجي الذي عمل على الكشف عن النفق، سيؤدي في السياق الى الكشف عن باقي الانفاق الهجومية وتدميرها. وفي الخلفية يحلق طوال الوقت الموضوع الاقتصادي الخطير في القطاع: في أي مرحلة ستكون ظروف الحياة في غزة غير محتملة الى درجة تجعل «حماس» تعمل؟ حتى الآن يبدو أن اندلاع المواجهة غير وارد. ولكن من الواضح أن اسرائيل توجد في حالة سباق مع الزمن.
نسب نتنياهو، أول من أمس، الكشف عن النفق للتقدم التكنولوجي من خلال الاجهزة التي قام الجيش بنشرها على طول الحدود. هذه ليست «قبة حديدية» تحت ارضية. ولكن يبدو أن اسرائيل قد طورت نفسها بشكل يحسن أداءها فيما بعد. وفي المقابل، أعلنت وسائل اعلام عربية عن فرار أو خطف قائد رفيع المستوى في الذراع العسكرية لـ»حماس» الى اسرائيل، الذي قد يكون قدّم معلومات عن مكان النفق. في هذه الحالة يبدو أن للطرفين مصلحة في التشويش على معلومات الكشف عن النفق.
سؤال آخر يتعلق بالرقابة وهو الشائعات عن كشف النفق، اضافة الى رموز أولية في الشبكات الاجتماعية ظهرت قبل اسبوع. صحيح أن وسائل الاعلام الفلسطينية تحدثت بصوت منخفض عن النشاط الاستثنائي للجيش الاسرائيلي وراء الحدود في غزة قبل بضعة ايام. أما الرقابة فقد منعت وسائل الاعلام الاسرائيلية من نشر أي شيء عن هذا الموضوع. وتقول الرقابة إن هذا الامر جاء من اجل الدفاع عن حياة الجنود والسماح باستكمال النشاط التنفيذي المعقد حول النفق وبدون اصابات.
بسبب رفض «حماس» للعمليات الاسرائيلية، فان حظر النشر لم يكن ناجعا. فبعض وسائل الاعلام تجاوزت هذا المنع، وقامت بنشر صور للانفاق. ويبدو احيانا أن الرقابة لا تأخذ في الحسبان أن سيطرتها لم تعد كاملة. وفي هذه الحالة، منطق السياسة مشكوك فيه على ضوء الاشارات الكثيرة على مدى الاسبوع الماضي، الامر الذي عمّق الضغط والتشويش في اوساط الجمهور.
في هذه المرحلة يبدو أن فقدان النفق لا يدفع المنظمة الى الرد، رغم مخاوفها من أن الحل التكنولوجي الذي قامت إسرائيل بتطويره سيؤدي الى الكشف عن أنفاق اخرى.
إن هذه هي المرة الاولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في تفجير عبوة داخل حافلة بعد أكثر من ستة اشهر من العنف. لقد تم احباط المحاولات السابقة حينما تم اكتشاف مختبر لتصنيع العبوات في القدس، وتم اعتقال عدد من الخلايا الاخرى. حقيقة أن العملية قد انتهت، أول من أمس، بمصابين فقط وأن المصاب الذي في حالة حرجة قد يكون هو «المخرب» الذي حمل العبوة، تشير كما يبدو الى أن الحديث يدور عن عبوة من صنع محلي. وحتى الآن لم تلاحظ في الانتفاضة الحالية عبوات ذات نوعية أو وزن تشبه تلك التي قتل بسببها مئات الإسرائيليين في العقد الماضي.
نشاط الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» بدون اعاقة في ارجاء الضفة تُصعب على المنظمة اعادة قدرتها «الارهابية» في الضفة. لذلك يصعب في الوقت الحالي اعتبار عملية أول من أمس، اشارة الى تغيير جوهري للعنف. وفي المقابل، يمكن القول إن الحادثة ستعيق تقدم المبادرة التي تم نقاشها مؤخرا بين الطرفين لوقف نشاط الجيش الاسرائيلي في مناطق «أ»، في رام الله وأريحا، واعادة المسؤولية الامنية الكاملة عنها الى السلطة.
نهاية النفق
إن رفع حظر النشر، صباح أو من أمس، عن قضية النفق مكّن، ولكن بشكل متأخر، من تفسير دق طبول الحرب هنا في نهاية الاسبوع الماضي. كشف النفق الهجومي على مسافة مئات الامتار داخل الاراضي الاسرائيلية كان السبب حول التقارير الكثيرة في وسائل الاعلام عن التوتر في حدود القطاع. ويمكن القول إن «حماس» تابعت باهتمام النشاط الاسرائيلي المتواصل للكشف عن النفق. ولكن في هذه المرحلة يبدو أن فرص تدهور الوضع الى مواجهة عسكرية اخرى في القطاع، ضعيفة.
الجيش لا يقول، وقد لا يعرف بيقين، اذا كان النفق الذي تم الكشف عنه بين صوفا وحوليت قد كان موجودا قبل الحرب الاخيرة في صيف 2014. أو اذا كان نفقا جديدا أو تم توسيع نفق قديم. المفارقة هي أن انجاز الاستخبارات والتكنولوجيا في الكشف عن النفق يثبت مشكلة اسرائيلية. فاذا كان النفق قديماً، فتصريحات الحكومة حول الكشف عن وتدمير كل الانفاق الهجومية في نهاية الحرب لم تكن دقيقة، وهي عكست الاستجابة لتوقعات الجمهور وانهاء الحرب والاعلان عن نجاح مهمة تدمير الانفاق. واذا كان النفق أو جزءاً منه يوجد في شرق الحدود قد تم حفره، مؤخراً، فهذا يؤكد أن العملية العسكرية الاخيرة لاسرائيل لم تقنع «حماس» بالتوقف عن المخاطرة، وأنه في جولة الحرب المستقبلية ستضع المنظمة كل تركيزها في الانفاق كورقة هجومية أساسية ضد اسرائيل.
أحداث أول من أمس، حساسة ايضا من الناحية السياسية. خلال 24 ساعة من بداية الاسبوع الماضي ظهر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مرتين بصورة المنتصر في ساحتين أمنيتين أساسيتين. في البداية في جلسة الحكومة الاسبوعية، حيث أشار هناك الى تراجع عدد العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة الغربية وشرقي القدس، ونسب ذلك الى دور الحكومة ونجاعة الاجهزة الامنية. وفي اليوم التالي اثناء زيارة لكتيبة المظليين في هضبة الجولان كشف نتنياهو أن اسرائيل قصفت في السنوات الاخيرة عشرات المرات في الشمال من اجل احباط تهريب السلاح من سورية الى «حزب الله» في لبنان.
قيلت هذه الامور لتعزيز صورته كرجل أمن وصد الادعاءات حول هجمات الطعن والدهس الطويلة وازالة الانطباع لدى ناخبيه بسبب التنديد الأولي بمطلق النار من الخليل (لقد حاول اصلاح هذا الضرر من خلال مكالمة هاتفية مع والد الجندي)، لكن اذا كان بالامكان الحديث في الجولان وفي الضفة الغربية عن التصميم واستعراض القوة، فما الذي سيفعله رئيس الحكومة في الحدود مع قطاع غزة، حيث تدير «حماس» ظهرها للسيادة الاسرائيلية وتقوم بالحفر تحت الجدار داخل أراضينا؟ هذه هي نقطة الضعف التي يتحدث عنها خصوم نتنياهو السياسيون. ليس فقط الوزير نفتالي بينيت الذي سارع الى نشر اعلان عن نهاية العالم، طلب فيه تنفيذ أي شيء من اجل منع «يوم غفران ارهابي» – هجوم مستقبلي لـ»حماس» على غلاف غزة. ايضا «يوجد مستقبل» و»المعسكر الصهيوني» تنافسا فيما بينهما حول الاعلان الأكثر حربجية وهاجما الحكومة بسبب عدم فعلها أي شيء على خلفية الانفاق في غزة.
قد يكون هذا الامر متوقعا من بينيت، لكن اعضاء الكنيست من المعارضة يلعبون هنا لعبة خطيرة. إن تحفظ رئيس الحكومة على الرهانات العسكرية معروف، لكنه يستمع جيدا للاضرار السياسية المحتملة. في تشرين الثاني 2012 وبسبب التهديد المزدوج لاستفزاز «حماس» وانتخابات الكنيست، حيث تعرض للهجوم بسبب اهمال سكان غلاف غزة، خرج نتنياهو الى عملية محدودة في القطاع هي «عمود السحاب». وبعد سنة ونصف من ذلك كانت عملية «الجرف الصامد»، حيث تأثر بمزاج الجمهور بعد خطف وقتل الفتيان الثلاثة في «غوش عتصيون». في هذه المرة يبدو أن نتنياهو يتفق مع رأي وزير الدفاع وقادة الجيش الاسرائيلي الذين يفضلون تأجيل الجولة القادمة بقدر الامكان. ولكن ما سيحدث في المستقبل يتعلق بسلوك «حماس».
اعتبارات الترويكا
حسب تحليل اسرائيل فإن القيادة السياسية لـ»حماس»، لاسيما خالد مشعل الموجود في قطر، لا تريد مواجهة جديدة مع اسرائيل. ويكمن الخطر هنا في قادة الذراع العسكرية لـ»حماس» في القطاع – يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى – الذين لهم علاقة متوترة مع القيادة السياسية لـ»حماس»، وهم يرفضون سلطتها. وحسب رأي الذراع العسكرية فان عنصر المفاجأة في العام 2014 لم يُستغل بسبب التأخير الذي فرضته القيادة السياسية.
قد يكون لترويكا العسكرية في «حماس» اعتبار آخر من اجل اشعال الحرب: الخوف من أن يكون الحل التكنولوجي الذي عمل على الكشف عن النفق، سيؤدي في السياق الى الكشف عن باقي الانفاق الهجومية وتدميرها. وفي الخلفية يحلق طوال الوقت الموضوع الاقتصادي الخطير في القطاع: في أي مرحلة ستكون ظروف الحياة في غزة غير محتملة الى درجة تجعل «حماس» تعمل؟ حتى الآن يبدو أن اندلاع المواجهة غير وارد. ولكن من الواضح أن اسرائيل توجد في حالة سباق مع الزمن.
نسب نتنياهو، أول من أمس، الكشف عن النفق للتقدم التكنولوجي من خلال الاجهزة التي قام الجيش بنشرها على طول الحدود. هذه ليست «قبة حديدية» تحت ارضية. ولكن يبدو أن اسرائيل قد طورت نفسها بشكل يحسن أداءها فيما بعد. وفي المقابل، أعلنت وسائل اعلام عربية عن فرار أو خطف قائد رفيع المستوى في الذراع العسكرية لـ»حماس» الى اسرائيل، الذي قد يكون قدّم معلومات عن مكان النفق. في هذه الحالة يبدو أن للطرفين مصلحة في التشويش على معلومات الكشف عن النفق.
سؤال آخر يتعلق بالرقابة وهو الشائعات عن كشف النفق، اضافة الى رموز أولية في الشبكات الاجتماعية ظهرت قبل اسبوع. صحيح أن وسائل الاعلام الفلسطينية تحدثت بصوت منخفض عن النشاط الاستثنائي للجيش الاسرائيلي وراء الحدود في غزة قبل بضعة ايام. أما الرقابة فقد منعت وسائل الاعلام الاسرائيلية من نشر أي شيء عن هذا الموضوع. وتقول الرقابة إن هذا الامر جاء من اجل الدفاع عن حياة الجنود والسماح باستكمال النشاط التنفيذي المعقد حول النفق وبدون اصابات.
بسبب رفض «حماس» للعمليات الاسرائيلية، فان حظر النشر لم يكن ناجعا. فبعض وسائل الاعلام تجاوزت هذا المنع، وقامت بنشر صور للانفاق. ويبدو احيانا أن الرقابة لا تأخذ في الحسبان أن سيطرتها لم تعد كاملة. وفي هذه الحالة، منطق السياسة مشكوك فيه على ضوء الاشارات الكثيرة على مدى الاسبوع الماضي، الامر الذي عمّق الضغط والتشويش في اوساط الجمهور.