- الكاتب/ة : البروفيسور تشيلو روزنبرغ
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-04-25
يقف المجتمع الاسرائيلي على الشفا، شفا الهاوية. فالجنون الوطني بلغ حجوما مخيفة. القطيع فر، ضل في طرق ملتوية، والرعاة مرتاحون في نومهم. الى الجحيم كل شيء، على أن يكون الخير للرعاة. ولكن قطيعا بلا راع هو خطير جدا. ما يرتسم امام ناظرينا ليس سوى فوضى بكل معنى الكلمة. صحيح، حتى للفوضى قانون خاص بها، غير أن في نهاياتها لا ينتظرنا أمل بل دمار، دم وكرب. وضعنا اليوم ليس بعيدا على الاطلاق عن وضع المجتمع اليهودي عشية خراب البيت الثاني. المتطرفون يقررون النبرة. الجمهور المنفعل، العنيف، غير المتسامح على نحو ظاهر، ينطلق نحو حملة صيد البشر، صيد مؤسسات الحكم المنتخبة، صيد جهاز القضاء، صيد رئيس الاركان ووزير الدفاع. حاذروا إذ هنا سيسفك دم نقي. والزعماء يشجعون هذا الميل، واياديهم قد تكون ملطخة بالدماء. فهم سيتحملون المسؤولية الكاملة اذا ما حصل هنا لا سمح الله الاسوأ: مرة اخرى يد اليهود تطال اليهود، مرة اخرى اغتيال سياسي. ونحن قريبون حقا من ذلك.
كم هي رمزية بشعة حقيقة أن المظاهرة من أجل الجندي مطلق النار في الخليل جرت في الميدان الذي يحمل اسم ميدان رابين. ليس لحجم المظاهرة أي معنى، بل مجرد حقيقة ان في المكان الذي اغتيل فيه رئيس وزراء في اسرائيل، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ومن كان أمن اسرائيل امام ناظريه، اصبح في لحظة خائنا، مجتث اسرائيل.
الخطابية التي سادت الميدان في نيسان 2016 كانت مشابهة جدا للخطابية التي أدت الى اغتيال رابين. وتدعي محافل الامن بان حياة وزير الدفاع في خطر. وأعتقد ان حياة قضاة اسرائيل ممن لا يعملون حسب طوع الجمهور في خطر. ورئيس الوزراء يصمت. فلماذا لم يعقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحافيا عاجلا دعا فيه لتهدئة الخواطر، ولدعوة الجمهور المحرض الى وقف حملة نزع الشرعية واباحة دم وزير الدفاع ورئيس الاركان؟ بيان مكتوب بلغة هزيلة ليس مؤتمرا صحافيا يبث الى الامة. ولماذا وجد رئيس الوزراء من الصواب عقد مؤتمر صحافي للثناء على محافل الامن للعثور على النفق وهدمه، أو للدفاع عن سلطة القانون، عن وزير الدفاع ورئيس الاركان، فان رئيس الوزراء لم يقف أمام كاميرات التلفزيون ويدعو الى وقف حملة التمزيق، الاثارة والحماسة ضدهما؟ لأن لنتنياهو اعتبارات سياسية. هكذا يعمل رئيس وزراء اسرائيل في كل المجالات.
عندما يصطدم اثنان، الثالث يفوز. الثالث هو رئيس الوزراء. فالشقاق داخل المجتمع هو خبز نتنياهو. الارهاب يعربد في البلاد، باص يتفجر في القدس، ونتنياهو يعقد جلسة حكومة في الجولان. فهل يوشك احد ما على أن يأخذ الجولان من اسرائيل؟ أأحد ما في اسرائيل خائب الامل من الهدوء السائد في الجولان؟
في الجنوب أيضا الوضع متفجر جدا. خبراء يدعون بان ليس لاحد مصلحة حقيقية في نشوب حرب. احيانا يخطئ الخبراء أيضا. يجدر بنا التقليل من الاقوال والاكثار من الافعال. فقصة كشف النفق وهدمه هي قصة نجاح بلا شك. ولا افهم ماذا كان السبب الذي جعل رئيس الوزراء وبعض السياسيين الاخرين يركضون كي يرووا للرفاق القصة الرائعة. ما الذي حققناه بالضبط في أننا كشفنا للجميع بان لدى اسرائيل تكنولوجيا حديثة لكشف الانفاق. ما الذي تساهم فيه هذه التصريحات للهدوء على الحدود الجنوبية؟ لا شيء. علاقات عامة فقط. بالمقابل، فان من شأن «حماس» لا سمح الله أن ترغب في أن تثبت بان اقوال نتنياهو غير دقيقة، فتنفذ حينها عملية استعراضية. فهل الثمن مجدٍ؟
كم هي رمزية بشعة حقيقة أن المظاهرة من أجل الجندي مطلق النار في الخليل جرت في الميدان الذي يحمل اسم ميدان رابين. ليس لحجم المظاهرة أي معنى، بل مجرد حقيقة ان في المكان الذي اغتيل فيه رئيس وزراء في اسرائيل، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ومن كان أمن اسرائيل امام ناظريه، اصبح في لحظة خائنا، مجتث اسرائيل.
الخطابية التي سادت الميدان في نيسان 2016 كانت مشابهة جدا للخطابية التي أدت الى اغتيال رابين. وتدعي محافل الامن بان حياة وزير الدفاع في خطر. وأعتقد ان حياة قضاة اسرائيل ممن لا يعملون حسب طوع الجمهور في خطر. ورئيس الوزراء يصمت. فلماذا لم يعقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحافيا عاجلا دعا فيه لتهدئة الخواطر، ولدعوة الجمهور المحرض الى وقف حملة نزع الشرعية واباحة دم وزير الدفاع ورئيس الاركان؟ بيان مكتوب بلغة هزيلة ليس مؤتمرا صحافيا يبث الى الامة. ولماذا وجد رئيس الوزراء من الصواب عقد مؤتمر صحافي للثناء على محافل الامن للعثور على النفق وهدمه، أو للدفاع عن سلطة القانون، عن وزير الدفاع ورئيس الاركان، فان رئيس الوزراء لم يقف أمام كاميرات التلفزيون ويدعو الى وقف حملة التمزيق، الاثارة والحماسة ضدهما؟ لأن لنتنياهو اعتبارات سياسية. هكذا يعمل رئيس وزراء اسرائيل في كل المجالات.
عندما يصطدم اثنان، الثالث يفوز. الثالث هو رئيس الوزراء. فالشقاق داخل المجتمع هو خبز نتنياهو. الارهاب يعربد في البلاد، باص يتفجر في القدس، ونتنياهو يعقد جلسة حكومة في الجولان. فهل يوشك احد ما على أن يأخذ الجولان من اسرائيل؟ أأحد ما في اسرائيل خائب الامل من الهدوء السائد في الجولان؟
في الجنوب أيضا الوضع متفجر جدا. خبراء يدعون بان ليس لاحد مصلحة حقيقية في نشوب حرب. احيانا يخطئ الخبراء أيضا. يجدر بنا التقليل من الاقوال والاكثار من الافعال. فقصة كشف النفق وهدمه هي قصة نجاح بلا شك. ولا افهم ماذا كان السبب الذي جعل رئيس الوزراء وبعض السياسيين الاخرين يركضون كي يرووا للرفاق القصة الرائعة. ما الذي حققناه بالضبط في أننا كشفنا للجميع بان لدى اسرائيل تكنولوجيا حديثة لكشف الانفاق. ما الذي تساهم فيه هذه التصريحات للهدوء على الحدود الجنوبية؟ لا شيء. علاقات عامة فقط. بالمقابل، فان من شأن «حماس» لا سمح الله أن ترغب في أن تثبت بان اقوال نتنياهو غير دقيقة، فتنفذ حينها عملية استعراضية. فهل الثمن مجدٍ؟