
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2016-04-30
- توجت زيارة رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال إلى روسيا، بتوقيع عشر اتفاقيات متنوعة تتضمن قطاعات الطاقة والتسليح والصناعة والزراعة، إلى جانب التأكيد على المواقف السياسية والدبلوماسية في البلدين، تجاه العديد من القضايا العربية، لا سيما الوضع في سوريا واليمن وبغداد، وهو ما يعزز انخراط الجزائر في محور موسكو طهران دمشق، وابتعاده عن المقاربة المطروحة في منطقة الخليج العربي بقيادة العربية السعودية، في ما يتعلق برحيل نظام بشار الأسد وإقرار الشرعية في اليمن ومحاربة الإرهاب وأذرعه السياسية، على غرار تنظيم حزب الله اللبناني المرتبط عضويا بطهران.
وأخذت علاقات الجزائر والرياض منذ أشهر طريق الأزمة غير المعلنة، بعد خلافات حادة برزت بين البلدين، على خلفية رفض الجزائر الانخراط في الحلف العربي العسكري لفرض الشرعية في اليمن، وأزمة النفط في الأسواق الدولية، إلى جانب وقوفها إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، ورفضها إدراج حزب الله اللبناني كتنظيم إرهابي.
ورغم إيفاد الرئيس بوتفليقة مستشاره الخاص الطيب بلعيز، إلى الرياض منذ أسابيع لشرح موقف بلاده من القضايا المذكورة، وتوجيهه دعوة للملك السعودي لزيارة الجزائر، فإن علاقات الطرفين تسير إلى المزيد من التوتر غير المعلن، بعد التشدد الظاهر في تنافي المواقف والخيارات، وهو ما يرشح الوضع إلى انسداد أكثر، يفاقم حالة الخلافات العربية، وينهي معه قنوات التواصل القائمة.
الجزائر تفعّل الاتفاق الاستراتيجي مع روسيا بصفقات عسكرية وطاقوية
وتذكر مصادر دبلوماسية أن قمة الخليج العربي والمغرب التي أكدت على الوحدة والسلامة الجغرافية للمغرب في إشارة إلى قضية الصحراء، أغاضت الطرف الجزائري، وعمل على دفعها إلى تفعيل اصطفافها في محور موسكو طهران دمشق، والانخراط فيه من أجل ثني من تراهم يريدون مساومتها في مبادئها الأساسية، وتوجهت إلى فتح نافذة دبلوماسية على نظام الأسد بإيفاد وزير الشؤون المغاربية والأفريقية والجامعة العربية إلى دمشق، ثم زيارة سلال إلى موسكو منذ الأربعاء، في انتظار خطوة مماثلة نحو طهران.
وإذ أدرجت زيارة مساهل في خانة الدعم السياسي لبشار الأسد، والتعبير له عن وقوف الجزائر خلف ما تسميه بـ”الحل السوري السوري”، واكتفت بالتنسيق والتعاون في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب، فإن زيارة سلال إلى موسكو أخذت أبعادا إستراتيجية تتعلق بتوقيع عشر اتفاقيات تتعلق بالطاقة والتسليح والنفط والصناعة والزراعة، وتفعيل جبهة سياسية ودبلوماسية موازية في المنطقة، ترافع لصالح مقارباتها وتحقق التوازن الإستراتيجي مع القوى الإقليمية.
وكانت صحيفة “كوميرسانت” الروسية قد كشفت عن مضمون الاتفاقات المتوصل إليها بين الطرفين، يأتي على رأسها استلام الجزائر لثماني طائرات من نوع “سوخوي” من أصل 16 طائرة، تم الاتفاق عليها خلال السنة الجارية، إلى جانب استلام نظام للدفاع الجوي بعيد المدى، وآخر متوسط المدى تم الاتفاق بشأنهما سنة 2013.
وتعد الجزائر من أكبر زبائن الصناعات العسكرية الروسية، فهي خامس سوق لموسكو في العالم، وسبق لها إبرام اتفاقيات ضخمة في مطلع الألفية قدرت حينها بثمانية مليارات دولار، في إطار الاتفاق الإستراتيجي الموقع آنذاك بين بوتفليقة وبوتين، ويحتل جيشها التصنيف الثاني في العالم العربي والسابع والعشرين في العالم.
وأعلن عبدالملك سلال، في موسكو أن “الجزائر تسعى للتعاون مع شركة “غازبروم” الروسية، بما في ذلك في مجال إنتاج الغاز الصخري، وهو ما يؤكد مراهنة الحكومة الجزائرية على الطاقة الصخرية، رغم المعارضة الداخلية للطبقة السياسية والمجتمع المدني.