
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2016-05-02
شكّل انطلاق حملة مقاطعة فلسطينيو الـ48 ضد "إسرائيل"، صدمة بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية التي اعتبرت مجرد الحديث عن هذه الانطلاقة من عمق الكيان، خطرًا يهدد أمنها ووجودها.
ومن أجل ذلك، تلاحق المؤسسة الإسرائيلية الحراك الشبابي والمؤسساتي الوطني الذي أعلن عن حملة مقاطعة "إسرائيل" داخل أراضي الـ48، والذي أعلن عن مشروعه خلال مؤتمر بعنوان "المقاطعة وفلسطينيّو الـ48" في مدينة الناصرة قبل أكثر من شهر.
واستعرض المؤتمر، إمكانيات وتعقيدات حملات مقاطعة "إسرائيل" في الداخل الفلسطيني، على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والتي تقوم عليها مجموعة "متحركين من أجل فلسطين" وحراك حيفا.
وتتفرع هذه المجموعة من جمعية الشباب العرب –بلدنا، وينطوي تحتها شخصيات شبابية ومؤسساتية ووطنية وقيادات بالداخل.
وعقب المؤتمر الذي تم خلاله إطلاق لجنة المقاطعة ضد "إسرائيل" وشملت شخصيات سياسية ووطنية وشبابية، أصدرت المؤسسة الإسرائيلية قرارًا بمنع تحرك هذه اللجنة.
وتزعم الحكومة الإسرائيلية في هذا المنع أن هذه الحملات تعارض القانون الإسرائيلي، الذي يمنع أي جهة داخل "إسرائيل" أو قادمة لها، من مقاطعة أي جهة أو شركة أو مؤسسة إسرائيلية.
"تخالف قانونها"
ولكن هذا المنع لم ولن يوقف هذه الحملة التي تبحث حاليًا خطة عمل واسعة لاستمرار عملها في الداخل، كما تؤكد مرّكزة الحملة جمانا أشقر.
وتقول لوكالة "صفا"، إن اللجنة التي شًكلت داخل المؤتمر، ستركز جلّ عملها في موضوع مقاطعة "إسرائيل" بشكل عام، بما يشمل التواصل الثقافي والاقتصادي، وذلك بالاستفادة من التجربة الناجحة لحركة المقاطعة العالمية )دي بي أس).
وتضيف أن تعميم الحملة يأتي لهدف واحد، وهو قطع الطريق أمام أي جهة أو مؤسسة إسرائيلية يتم استهدافها بشكل خاص، من أن تتجه نحو المحكمة لرفع قضية ضد القائمين على الحملة.
وتستهدف حركة المقاطعة بالـ48 أيضًا، مقاطعة الشخصيات والنشطاء الذين يدخلون إلى أراضي الـ48 عبر السفارة الإسرائيلية أو بموافقة الحكومة الإسرائيلية، أو تلك الشخصيات التي تزور مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.
كما تشمل المقاطعة، منتجات المستوطنات تحديدًا، وعدم الحديث عن المنتجات الإسرائيلية بشكل عام، بسبب عدم وجود بديل قوي لفلسطينيي الـ48 بحال تم مقاطعة كافة هذه المنتجات، وفقما تفسّر أشقر.
وتؤكد "أن الداخل الفلسطيني يلزمه معايير مختلفة لهذه المقاطعة على كافة المستويات سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية، لأن فلسطينيي الـ48 يصنفون بأنهم داخل اسرائيل".
وكما تقول "أن يكون هناك مقاطعة لإسرائيل من داخلها، فهذا أمر ستواجهه تعقيدات إسرائيلية جمة، لأنها سترى فيها تهديدًا حقيقيًا على أمنها وكيانها، خاصة في ظل الاستياء الكبير من نجاحات حملة المقاطعة العالمية".
وتصف سيناريو الحملة وردة فعل المؤسسة الإسرائيلية، بالقول "أن نبث خطابًا لمقاطعة إسرائيل، فهذا سيواجه بغضب منها، ومن أجل ذلك هناك عدة مشاريع قوانين إسرائيلية تم سنها وأخرى على القائمة، تستهدف حملات المقاطعة".
مخارج للاستمرار
وبالرغم من ذلك، إلا أن تعقيدات تركيبة المجتمع داخل أراضي الـ48، سيكون لها مخارج لدى لجنة المقاطعة المنبثقة من المؤتمر، والتي ستجتمع خلال أسبوعين، لتضع خطة عمل شاملة لمسيرتها.
وتستطرد مركّزة المشروع "لدينا نية لتعميم الحملة، عبر خطة كاملة تشبه تحرك حركة المقاطعة العالمية، وسنضع لأنفسنا خطابًا قويًا، وأهدافًا محددة، وذلك سيكون في اجتماع للجنة من المقرر أن يعقد خلال أسبوعين".
سيناريو الملاحقة
وعن هذه الحملة، يقول رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل محمد بركة، "إنها رد فعل للاحتلال وممارساته، وهي شكل أشكال النضال السلمي".
ويشدد بركة الذي شارك في مؤتمر إطلاق الحملة، "أن فكرة المقاطعة يجب أن تنتشر في كل مكان".
وعن تبعات الحملة وملاحقة المؤسسة الإسرائيلية للقائمين عليها، يعتبر بركة أن الملاحقة واردة، لكون الحملة تشكل خطرًا على المؤسسة الإسرائيلية، ومن أجل ذلك فهي تشن عليها هجومًا شرسًا وأرعن عليها".
ونظرًا لخصوصية الوضع في الداخل، يقول الناشط السياسي رجا زعاترة لـ"صفا"، إن اللجنة وضعت المعاير وقررت بدء العمل من الأسهل إلى الأصعب، واختيار أمور عليها إجماع وطني، وتأجيل المواضيع الخلافية، ولأن المقاطعة سلاح نوعي.
ويؤكد أن أحد أهم أهداف اللجنة هي أن يكون الفلسطينيون في الداخل تجسيدًا حيًا للعنصرية الإسرائيلية، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن هناك جهود للتحالف مع يهود معادين للصهيونية والاحتلال.
وبشكل عام، فإن القائمين على الحملة على يقين كامل بأنهم سيتعرضون للملاحقة والاعتقال بل والمحاكمة من قبل سلطات الاحتلال.
لكن المتطوعة فيها أشقر، تقول "إن هذا أصبح أمرًا طبيعيًا تعودنا عليه، وهو أن يتم ملاحقة أي نشاط وطني في الداخل، لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال وقف مسيرتنا، لأن القضية قضية هوية فلسطينية ترفض الاحتلال، وليس مجرد نشاط".