- الكاتب/ة : تسفيا غرينفلد
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-05-03
في كتاب "لغة للمخلصين" يزعم الكاتب المفكر مئير بوزغلو أن اليهودية اليوم لم تعد مسألة ايمان، بل ولاء ومحبة.
في تعريف أنفسهم كيهود، أغلبية الاسرائيليين يقصدون اليوم نوعا من انتماء القلب، والكلمات الاساسية هي والدان وعائلة. يستطيع الشخص أن يغضب من عائلته والتصادم معها، لكنه في العادة لا يغادرها.
والشيء ذاته في موضوع الهوية اليهودية، القيمة الاساسية في أيامنا ليست الدين أو الفرائض، بل الولاء والشعور العميق بالالتزام المتبادل والتعاون بين الاجيال.
في نظر أغلبية الجمهور الاسرائيلي، السؤال حول استمرار الشعب اليهودي في البقاء، واستمرار الشعور بالصلة التاريخية مع الثقافة اليهودية عند الابناء والبنات، يرتبط اليوم بدولة اسرائيل.
فقط في اسرائيل يمكن ان تنشأ ثقافة يهودية كاملة لأن ثقافة قوية كهذه تحتاج الى مجموعة متحابة، تركز قوتها في جهد ابداعي لاقامة ورعاية مؤسسات تحول هذه الثقافة الى أكثر أهمية بالنسبة لافراد المجتمع جميعاً.
تعتبر اسرائيل من قبل اغلبية الاسرائيليين بؤبؤ عين الشعب اليهودي في الوقت الحالي، والانتقاد الشديد لليسار الراديكالي لاسرائيل، باسم معارضة الصهيونية، يضر كثيرا بمشاعرهم. والنتيجة، هم يعتبرون كل اليسار بجميع تياراته كمن يتنكر للمشروع اليهودي المشترك ولم يعد قادرا على عكس الهوية الاعمق.
اذا كان اليسار الصهيوني القديم قد طلب في الثلاثين سنة الاولى منذ 1967 الانسحاب من "المناطق" واعطاء الفلسطينيين دولة بجانب اسرائيل، فبالتدريج ازدادت قوة اليسار الراديكالي في السنوات الاخيرة، الذي يدفع باتجاه زعزعة شرعية اسرائيل واستمرار وجودها، ايضا داخل الخط الاخضر.
وحسب زعمه، كما ينعكس في الجانب الثقافي والاكاديمي والاعلامي، ليس فقط أن اسرائيل أقيمت منذ البداية على الاراضي التي أخذت من الشعب الفلسطيني، بل مبدأ تعريفها كدولة الشعب اليهودي يحوي في طياته تمييزا متواصلا بين اليهود والعرب.
هذه المشكلة لا يمكن حلها، حسب رأيه، الا اذا تحولت الدولة الى دولة كل مواطنيها دون فرق في الدين والقومية.
الشرخ بين المجتمع الاسرائيلي وبين اليسار يعكس الجدل التاريخي والايديولوجي والعاطفي، الذي يتجاوز كثيرا الخلافات القديمة حول مستقبل "المناطق". الجدل الذي يستفز من يريد اسرائيل معتدلة وعلمانية، وبأن الايديولوجيا اللاصهيونية لليسار الانتقادي الحالي تحدد صورة اليسار ككل وتعتبر تهديدا على ولائهم وقدرتهم على تحقيق هويتهم كيهود.
المسألة ليست سياسية، بل عاطفية وتتعلق بالهوية. والامر الذي يهم ويحرك المجتمع اليهودي في البلاد هو شرعية الوجود اليهودي في الحقبة الجديدة، لا سيما بعد الكارثة. لذلك، ثمة خوف على الوجود السيادي لاسرائيل كدولة للشعب اليهودي فيها أقليات لها حقوق متساوية. العدل يحتاج ايضا وجود دولة فلسطينية.
ولكن ايضا لليهود، ليس أقل من الفلسطينيين، الحق في تحقيق احلامهم كجماعة مستقلة – هذا الحق الذي يتجاهله اليسار برئاسة اليسار الراديكالي.
رد الناخبين يعكس الغضب على اليسار الابداعي صاحب القدرة القوية على التأثير، حيث إن جزءاً أساسياً من مواقفه الجديدة يعتبر مؤلما وضارا. من يسلب الشرعية عن اسرائيل كمشروع وجد حسب رأي اغلبية مواطنيها نتيجة الخوف والألم على التاريخ اليهودي من اجل ضمان المستقبل والحماية الذاتية – يعتبر كمن ترك اللعبة.
اذا أراد اليسار أن يصبح مجددا جزءاً من المجتمع فان عليه أن يعيد النظر في سلوكه وفي الخطاب الذي يسيطر عليه.
في تعريف أنفسهم كيهود، أغلبية الاسرائيليين يقصدون اليوم نوعا من انتماء القلب، والكلمات الاساسية هي والدان وعائلة. يستطيع الشخص أن يغضب من عائلته والتصادم معها، لكنه في العادة لا يغادرها.
والشيء ذاته في موضوع الهوية اليهودية، القيمة الاساسية في أيامنا ليست الدين أو الفرائض، بل الولاء والشعور العميق بالالتزام المتبادل والتعاون بين الاجيال.
في نظر أغلبية الجمهور الاسرائيلي، السؤال حول استمرار الشعب اليهودي في البقاء، واستمرار الشعور بالصلة التاريخية مع الثقافة اليهودية عند الابناء والبنات، يرتبط اليوم بدولة اسرائيل.
فقط في اسرائيل يمكن ان تنشأ ثقافة يهودية كاملة لأن ثقافة قوية كهذه تحتاج الى مجموعة متحابة، تركز قوتها في جهد ابداعي لاقامة ورعاية مؤسسات تحول هذه الثقافة الى أكثر أهمية بالنسبة لافراد المجتمع جميعاً.
تعتبر اسرائيل من قبل اغلبية الاسرائيليين بؤبؤ عين الشعب اليهودي في الوقت الحالي، والانتقاد الشديد لليسار الراديكالي لاسرائيل، باسم معارضة الصهيونية، يضر كثيرا بمشاعرهم. والنتيجة، هم يعتبرون كل اليسار بجميع تياراته كمن يتنكر للمشروع اليهودي المشترك ولم يعد قادرا على عكس الهوية الاعمق.
اذا كان اليسار الصهيوني القديم قد طلب في الثلاثين سنة الاولى منذ 1967 الانسحاب من "المناطق" واعطاء الفلسطينيين دولة بجانب اسرائيل، فبالتدريج ازدادت قوة اليسار الراديكالي في السنوات الاخيرة، الذي يدفع باتجاه زعزعة شرعية اسرائيل واستمرار وجودها، ايضا داخل الخط الاخضر.
وحسب زعمه، كما ينعكس في الجانب الثقافي والاكاديمي والاعلامي، ليس فقط أن اسرائيل أقيمت منذ البداية على الاراضي التي أخذت من الشعب الفلسطيني، بل مبدأ تعريفها كدولة الشعب اليهودي يحوي في طياته تمييزا متواصلا بين اليهود والعرب.
هذه المشكلة لا يمكن حلها، حسب رأيه، الا اذا تحولت الدولة الى دولة كل مواطنيها دون فرق في الدين والقومية.
الشرخ بين المجتمع الاسرائيلي وبين اليسار يعكس الجدل التاريخي والايديولوجي والعاطفي، الذي يتجاوز كثيرا الخلافات القديمة حول مستقبل "المناطق". الجدل الذي يستفز من يريد اسرائيل معتدلة وعلمانية، وبأن الايديولوجيا اللاصهيونية لليسار الانتقادي الحالي تحدد صورة اليسار ككل وتعتبر تهديدا على ولائهم وقدرتهم على تحقيق هويتهم كيهود.
المسألة ليست سياسية، بل عاطفية وتتعلق بالهوية. والامر الذي يهم ويحرك المجتمع اليهودي في البلاد هو شرعية الوجود اليهودي في الحقبة الجديدة، لا سيما بعد الكارثة. لذلك، ثمة خوف على الوجود السيادي لاسرائيل كدولة للشعب اليهودي فيها أقليات لها حقوق متساوية. العدل يحتاج ايضا وجود دولة فلسطينية.
ولكن ايضا لليهود، ليس أقل من الفلسطينيين، الحق في تحقيق احلامهم كجماعة مستقلة – هذا الحق الذي يتجاهله اليسار برئاسة اليسار الراديكالي.
رد الناخبين يعكس الغضب على اليسار الابداعي صاحب القدرة القوية على التأثير، حيث إن جزءاً أساسياً من مواقفه الجديدة يعتبر مؤلما وضارا. من يسلب الشرعية عن اسرائيل كمشروع وجد حسب رأي اغلبية مواطنيها نتيجة الخوف والألم على التاريخ اليهودي من اجل ضمان المستقبل والحماية الذاتية – يعتبر كمن ترك اللعبة.
اذا أراد اليسار أن يصبح مجددا جزءاً من المجتمع فان عليه أن يعيد النظر في سلوكه وفي الخطاب الذي يسيطر عليه.