في نهاية فيلم كازبلانكا يقول بطل الفيلم: «دوما ستكون لنا باريس». والآن هذا صحيح بالنسبة لحل الدولتين الضروري جداً. فالمبادرة الفرنسية لجمع 20 وزير خارجية لدول «الرباعية»، الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، ستعطي دفعة دبلوماسية دولية لحل الدولتين على اساس خطوط 1967.
ما يصرخ الى السماء هو عدم مشاركة الدولتين في الحل – اسرائيل وفلسطين. هذا مؤتمر سلام دولي أول حول منطقتنا لا تكون اسرائيل مدعوة اليه لأن الفرنسيين وشركاءهم يريدون منع رفض اسرائيلي علني.
الولايات المتحدة ليست شريكة في المبادرة، ولكنها ايضا لم تمنعها وستكون ممثلة.
لا يزال الرئيس اوباما يفكر اي خطوات يتخذ كي يخلف وراءه بنية تحتية سياسية لحل الدولتين. تتردد الإدارة بين عدم استخدام الفيتو على المشروع الفرنسي في مجلس الامن في هذا الشأن وبين اعلان رئاسي، لن يكون في جوهره مختلفا جدا عن المواقف التي سيتفق عليها في مؤتمر باريس. تعبر المبادرة الفرنسية عن واقع دولي جديد؛ فحل النزاعات بمساعدة الساحة الدولية لم يعد احتكارا أميركيا؛ انظر حل مسألة السلاح الكيميائي السوري والنووي الايراني. وفي منطقتنا ايضا نحن بانتظار دبلوماسية جماعية في ظل مشاركة أميركية، اوروبية، وروسية.
العالم متحد اليوم حول مواقف اساسية من حل الدولتين: انسحاب اسرائيلي الى حدود 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه؛ في القدس عاصمتان في مدينة موحدة؛ ترتيبات امنية مع تواجد دولي على طول الحدود؛ حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بالتوافق مع اسرائيل؛ اقامة معظم الدول العربية علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، وانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
لا توجد في العالم دولة تتحفظ على هذه الاسس. هذا سيكون في المستقبل اساسا دوليا للمفاوضات، والمبادرة الفرنسية هي مجرد المؤشر الأول.
يستخف نتنياهو بالفرنسيين، ويرفض تماما كل مبادرة لمؤتمر دولي. وهو يفضل مؤتمرا وطنيا مع «البيت اليهودي» ومسيرة توسيع للمستوطنات بدلا من مسيرة سلمية.
يقبل ابو مازن المبادرة الفرنسية ومبادئها. اسرائيل هي اليوم، في نظر العالم، الرافضة. الـ»اللاشريك».
ان المبادرة الفرنسية جيدة لاسرائيل من عدة اسباب: فهي اساس لحل الدولتين الذي ينقذ هويتنا كديمقراطية يهودية، وهي مدخل للتعاون مع الجامعة العربية في شؤون الامن الاقليمي، وهي ستؤدي الى دعم دولي لترتيبات امنية ضرورية، وفوق كل شيء تشكل فتح باب لاعادة ربط اسرائيل مع أسرة الشعوب المتنورة والاقتصادات المتطورة.
اسرائيل ملزمة بأن تفهم بان ما يحرك الفرنسيين ليس طموحا فرنسيا ليكونوا على الخريطة الدولية، بل مصالح غربية من خلال دمج حل الدولتين في استراتيجية مناهضة للأصولية اوسع بكثير. كما أنها مبنية على اجماع عربي غربي، بموجبه الاحتلال مرفوض والاستيطان هو تعبير عن الاستعمار الجديد.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف